القول في
تأويل قوله تعالى ( نغفر لكم )
يعني بقوله : ( نغفر لكم ) نتغمد لكم بالرحمة خطاياكم ، ونسترها عليكم ، فلا نفضحكم بالعقوبة عليها .
وأصل " الغفر " التغطية والستر ، فكل ساتر شيئا فهو غافره . ومن ذلك قيل للبيضة من الحديد التي تتخذ جنة للرأس " مغفر " ، لأنها تغطي الرأس وتجنه . ومثله " غمد السيف " ، وهو ما تغمده فواراه . ولذلك قيل لزئبر الثوب : " غفرة " ، لتغطيته الثوب ، وحوله بين الناظر والنظر إليه . ومنه قول
أوس بن حجر :
[ ص: 110 ] فلا أعتب ابن العم إن كان جاهلا وأغفر عنه الجهل إن كان أجهلا
يعني بقوله : وأغفر عنه الجهل : أستر عليه جهله بحلمي عنه .