القول في تأويل قوله تعالى (
ولا تعثوا في الأرض مفسدين ( 60 ) )
يعني بقوله : ( لا تعثوا ) لا تطغوا ، ولا تسعوا في الأرض مفسدين . كما : -
1050 - حدثني به
المثنى قال ، حدثنا
آدم قال ، حدثنا
أبو جعفر ، عن
الربيع ، عن
أبي العالية : (
ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) ، يقول : لا تسعوا في الأرض فسادا .
1051 - حدثني
يونس قال ، أخبرنا
ابن وهب قال ، قال
ابن زيد في
قوله : ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) لا تعث : لا تطغ .
1052 - حدثنا
بشر بن معاذ قال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع قال ، حدثنا
سعيد ، عن
قتادة : (
ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) ، أي لا تسيروا في الأرض مفسدين .
1053 - حدثت عن
المنجاب قال ، حدثنا
بشر ، عن
أبي روق ، عن
الضحاك ، عن
ابن عباس : (
ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) ، لا تسعوا في الأرض .
وأصل " العثا " شدة الإفساد ، بل هو أشد الإفساد . يقال منه : عثي فلان في الأرض " - إذا تجاوز في الإفساد إلى غايته - " يعثى عثا " مقصور ، وللجماعة : هم يعثون . وفيه لغتان أخريان ، إحداهما : " عثا يعثو عثوا " . ومن قرأها بهذه اللغة ، فإنه ينبغي له أن يضم الثاء من " يعثو " ، ولا أعلم قارئا يقتدى بقراءته
[ ص: 124 ] قرأ به . ومن نطق بهذه اللغة مخبرا عن نفسه قال : " عثوت أعثو " ، ومن نطق باللغة الأولى قال : عثيت أعثى " .
والأخرى منهما : " عاث يعيث عيثا وعيوثا وعيثانا ، كل ذلك بمعنى واحد . ومن " العيث " قول
nindex.php?page=showalam&ids=15876رؤبة بن العجاج :
وعاث فينا مستحل عائث : مصدق أو تاجر مقاعث
يعني بقوله : " عاث فينا " ، أفسد فينا .