القول في
تأويل قوله ( أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون ( 100 ) )
قال
أبو جعفر : يقول : أولم يبن للذين يستخلفون في الأرض بعد هلاك آخرين قبلهم كانوا أهلها ، فساروا سيرتهم ، وعملوا أعمالهم ، وعتوا عن أمر ربهم (
أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ) ، يقول : أن لو نشاء فعلنا بهم كما فعلنا بمن قبلهم ، فأخذناهم بذنوبهم ، وعجلنا لهم بأسنا كما عجلناه لمن كان قبلهم ممن ورثوا عنه الأرض ، فأهلكناهم بذنوبهم (
ونطبع على قلوبهم ) ، يقول :
[ ص: 580 ] ونختم على قلوبهم ( فهم لا يسمعون ) ، موعظة ولا تذكيرا ، سماع منتفع بهما .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك .
14887 - حدثنا
محمد بن عمرو ، قال : حدثنا
أبو عاصم ، قال حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
أولم يهد ) ، قال : يبين .
14888 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
أبو حذيفة قال ، حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، مثله .
14889 - . . . قال ، حدثنا
عبد الله بن صالح قال ، حدثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قوله : (
أولم يهد ) ، أولم يبين .
14890 - حدثني
محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله : (
أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها ) ، يقول : أولم يتبين لهم .
14891 - حدثني
محمد بن الحسين قال ، حدثنا
أحمد بن مفضل قال ، حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها ) ، يقول : أولم يتبين للذين يرثون الأرض من بعد أهلها هم المشركون .
14892 - حدثني
يونس قال ، أخبرنا
ابن وهب قال ، قال
ابن زيد في قوله : (
أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها ) ، أولم نبين لهم (
أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ) ، قال : و " الهدى " ، البيان الذي بعث هاديا لهم ، مبينا لهم حتى يعرفوا . لولا البيان لم يعرفوا .