القول في
تأويل قوله ( قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ( 116 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قال
موسى للسحرة : ( ألقوا ) ما أنتم ملقون! فألقت السحرة ما معهم ، فلما ألقوا ذلك "
سحروا أعين الناس " ، خيلوا إلى أعين الناس بما أحدثوا من التخييل والخدع أنها تسعى "واسترهبوهم" ، يقول : واسترهبوا الناس بما سحروا في أعينهم ، حتى خافوا من العصي والحبال ، ظنا منهم أنها حيات "وجاؤوا" كما قال الله : "
بسحر عظيم " ، بتخييل عظيم كبير ، من التخييل والخداع . وذلك كالذي : -
14938 - حدثنا
موسى بن هارون قال ، حدثنا
عمرو قال ، حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : قال لهم
موسى : ألقوا ما أنتم ملقون! فألقوا حبالهم وعصيهم!
[ ص: 28 ] وكانوا بضعة وثلاثين ألف رجل ، ليس منهم رجل إلا معه حبل وعصا "
فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم " يقول : فرقوهم ، فأوجس في نفسه خيفة
موسى .
14939 - حدثني
عبد الكريم قال ، حدثنا
إبراهيم بن بشار قال ، حدثنا
سفيان قال : حدثنا
أبو سعد ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، قال : ألقوا حبالا غلاظا طوالا وخشبا طوالا قال : فأقبلت يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى .
14940 - حدثنا
ابن حميد قال ، حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق قال : صف خمسة عشر ألف ساحر ، مع كل ساحر حباله وعصيه . وخرج
موسى معه أخوه يتكئ على عصاه حتى أتى الجمع ، وفرعون في مجلسه مع أشراف مملكته ، ثم قالت السحرة : (
يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ) [ طه : 65 - 66 ] . فكان أول ما اختطفوا بسحرهم بصر
موسى وبصر
فرعون ، ثم أبصار الناس بعد . ثم ألقى كل رجل منهم ما في يده من العصى والحبال ، فإذا هي حيات كأمثال الجبال ، قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضا (
فأوجس في نفسه خيفة موسى ) ، [ طه : 67 ] ، وقال : والله إن كانت لعصيا في أيديهم ، ولقد عادت حيات! وما تعدو عصاي هذه! أو كما حدث نفسه .
14941 - حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام الدستوائي قال ، حدثنا
القاسم بن أبي بزة قال : جمع
فرعون سبعين ألف ساحر ، وألقوا سبعين ألف حبل ، وسبعين ألف عصا ، حتى جعل يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى .