[ ص: 33 ] القول في
تأويل قوله ( قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون ( 123 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قال
فرعون للسحرة إذ آمنوا بالله يعني صدقوا رسوله
موسى عليه السلام ، لما عاينوا من عظيم قدرة الله وسلطانه : "آمنتم به" ، يقول : أصدقتم
بموسى وأقررتم بنبوته "
قبل أن آذن لكم " ، بالإيمان به "إن هذا" ، يقول : تصديقكم إياه ، وإقراركم بنبوته "
لمكر مكرتموه في المدينة " ، يقول لخدعة خدعتم بها من في مدينتنا ، لتخرجوهم منها "
فسوف تعلمون " ، ما أفعل بكم ، وما تلقون من عقابي إياكم على صنيعكم هذا .
وكان مكرهم ذلك فيما : -
14955 - حدثني
موسى بن هارون قال ، حدثنا
عمرو قال ، حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، في حديث ذكره ، عن
أبي مالك وعلي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس ، وعن
مرة ، عن
ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : التقى
موسى وأمير السحرة ، فقال له
موسى : أرأيتك إن غلبتك أتؤمن بي ، وتشهد أن ما جئت به حق؟ قال الساحر : لآتين غدا بسحر لا يغلبه سحر ، فوالله لإن غلبتني لأومنن بك ، ولأشهدن أنك حق!
وفرعون ينظر إليهم ، فهو قول
فرعون : "
إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة " ، إذ التقيتما لتتظاهرا فتخرجا منها أهلها .