القول في
تأويل قوله عز وجل ( والنصارى )
قال
أبو جعفر : و" النصارى " جمع ، واحدهم نصران ، كما واحد السكارى سكران ، وواحد النشاوى نشوان . وكذلك جمع كل نعت كان واحده على " فعلان " فإن جمعه على " فعالى " . إلا أن المستفيض من كلام العرب في واحد " النصارى " " نصراني " . وقد حكي عنهم سماعا " نصران " بطرح الياء ، ومنه قول الشاعر :
تراه إذا زار العشي محنفا ويضحي لديه وهو نصران شامس
[ ص: 144 ] وسمع منهم في الأنثى : " نصرانة " ، قال الشاعر :
فكلتاهما خرت وأسجد رأسها كما سجدت نصرانة لم تحنف
يقال : أسجد ، إذا مال . وقد سمع في جمعهم " أنصار " ، بمعنى النصارى . قال الشاعر :
لما رأيت نبطا أنصارا شمرت عن ركبتي الإزارا
كنت لهم من النصارى جارا
وهذه الأبيات التي ذكرتها ، تدل على أنهم سموا " نصارى " لنصرة بعضهم بعضا ، وتناصرهم بينهم . وقد قيل إنهم سموا " نصارى " ، من أجل أنهم نزلوا أرضا يقال لها " ناصرة " .
[ ص: 145 ] 1095 - حدثنا
القاسم قال ، حدثنا
الحسين قال ، حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : "
النصارى " إنما سموا نصارى من أجل أنهم نزلوا أرضا يقال لها " ناصرة " .
ويقول آخرون : لقوله : (
من أنصاري إلى الله ) [ سورة الصف : 14 ] .
وقد ذكر عن
ابن عباس من طريق غير مرتضى أنه كان يقول : إنما سميت النصارى نصارى ، لأن قرية
عيسى ابن مريم كانت تسمى " ناصرة " ، وكان أصحابه يسمون الناصريين ، وكان يقال
لعيسى : " الناصري " .
1096 - حدثت بذلك عن
هشام بن محمد ، عن أبيه ، عن
أبي صالح ، عن
ابن عباس .
1096 - حدثنا
بشر قال ، حدثنا
يزيد قال ، حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قال : إنما سموا نصارى ، لأنهم كانوا بقرية يقال لها ناصرة ينزلها
عيسى ابن مريم ، فهو اسم تسموا به ، ولم يؤمروا به .
1098 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا
عبد الرزاق قال ، أخبرنا
معمر ، عن
قتادة في قوله : (
الذين قالوا إنا نصارى ) [ المائدة : 22 ] قال : تسموا بقرية يقال لها " ناصرة " ، كان
عيسى ابن مريم ينزلها .