القول في
تأويل قوله ( أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين ( 184 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : أو لم يتفكر هؤلاء الذين كذبوا بآياتنا ، فيتدبروا بعقولهم ، ويعلموا أن رسولنا الذي أرسلناه إليهم ، لا جنة به ولا خبل ، وأن الذي دعاهم إليه هو [ الرأي ] الصحيح ، والدين القويم ، والحق المبين؟ وإنما نزلت هذه الآية فيما قيل ، كما : -
15461 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قال : ذكر لنا
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان على الصفا ، فدعا قريشا ، فجعل يفخذهم فخذا فخذا : "يا بني فلان ، يا بني فلان!" فحذرهم بأس الله ، ووقائع الله ، فقال قائلهم : "إن صاحبكم هذا لمجنون! بات يصوت إلى الصباح أو : حتى أصبح!" فأنزل الله تبارك وتعالى : ( أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين ) .
[ ص: 290 ]
ويعني بقوله : (
إن هو إلا نذير مبين ) ، : ما هو إلا نذير ينذركم عقاب الله على كفركم به ، إن لم تنيبوا إلى الإيمان به .
ويعني بقوله : ( مبين ) ، قد أبان لكم ، أيها الناس ، إنذاره ما أنذركم به من بأس الله على كفركم به .