القول في
تأويل قوله ( من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون ( 186 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : إن إعراض هؤلاء الذين كذبوا بآياتنا ، التاركي النظر في حجج الله والفكر فيها ، لإضلال الله إياهم ، ولو هداهم الله لاعتبروا وتدبروا فأبصروا رشدهم; ولكن الله أضلهم ، فلا يبصرون رشدا ولا يهتدون سبيلا ومن أضله عن الرشاد فلا هادي له إليه ، ولكن الله يدعهم في تماديهم في كفرهم ، وتمردهم في شركهم ، يترددون ، ليستوجبوا الغاية التي كتبها الله لهم من عقوبته وأليم نكاله .