صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ( 200 ) )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ ) ، وإما يغضبنك من الشيطان غضب يصدك عن الإعراض عن الجاهلين ، ويحملك على مجازاتهم . ( فاستعذ بالله ) ، يقول : فاستجر بالله من نزغه ( إنه سميع عليم ) ، [ ص: 333 ] يقول : إن الله الذي تستعيذ به من نزع الشيطان ( سميع ) لجهل الجاهل عليك ، ولاستعاذتك به من نزغه ، ولغير ذلك من كلام خلقه ، لا يخفى عليه منه شيء ( عليم ) بما يذهب عنك نزغ الشيطان ، وغير ذلك من أمور خلقه ، كما :

15553 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فكيف بالغضب يا رب ؟ قال : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ) .

15554 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ) قال : علم الله أن هذا العدو منيع ومريد .

وأصل " النزغ " : الفساد ، يقال : " نزغ الشيطان بين القوم " ، إذا أفسد بينهم وحمل بعضهم على بعض . ويقال منه : " نزغ ينزغ " ، و" نغز ينغز " .

التالي السابق


الخدمات العلمية