القول في
تأويل قوله ( وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم ( 10 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : لم يجعل الله إرداف الملائكة بعضها بعضا وتتابعها بالمصير إليكم ، أيها المؤمنون ، مددا لكم " إلا بشرى " لكم ، أي : بشارة
[ ص: 418 ] لكم ، تبشركم بنصر الله إياكم على أعدائكم "
ولتطمئن به قلوبكم " ، يقول : ولتسكن قلوبكم بمجيئها إليكم ، وتوقن بنصرة الله لكم "
وما النصر إلا من عند الله " ، يقول : وما تنصرون على عدوكم ، أيها المؤمنون ، إلا أن ينصركم الله عليهم ، لا بشدة بأسكم وقواكم ، بل بنصر الله لكم ، لأن ذلك بيده وإليه ، ينصر من يشاء من خلقه " إن الله عزيز حكيم " يقول : إن الله الذي ينصركم ، وبيده نصر من يشاء من خلقه " عزيز " ، لا يقهره شيء ، ولا يغلبه غالب ، بل يقهر كل شيء ويغلبه ، لأنه خلقه " حكيم " ، يقول : حكيم في تدبيره ونصره من نصر ، وخذلانه من خذل من خلقه ، لا يدخل تدبيره وهن ولا خلل .
وروي عن
عبد الله بن كثير عن
مجاهد في ذلك ، ما : -
15757 - حدثنا
القاسم قال ، حدثنا
الحسين قال ، حدثني
حجاج عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال ، أخبرني
ابن كثير : أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهدا يقول : ما مد النبي صلى الله عليه وسلم مما ذكر الله غير ألف من الملائكة مردفين ، وذكر " الثلاثة " و" الخمسة " بشرى ، ما مدوا بأكثر من هذه الألف الذي ذكر الله عز وجل في " الأنفال " ، وأما " الثلاثة " و" الخمسة " ، فكانت بشرى .
وقد أتينا على ذلك في " سورة آل عمران " ، بما فيه الكفاية .
[ ص: 419 ]