القول في
تأويل قوله ( ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار ( 14 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : هذا العقاب الذي عجلته لكم ، أيها الكافرون المشاقون لله ورسوله ، في الدنيا ، من الضرب فوق الأعناق منكم ، وضرب
[ ص: 434 ] كل بنان ، بأيدي أوليائي المؤمنين ، فذوقوه عاجلا واعلموا أن لكم في الآجل والمعاد عذاب النار .
ولفتح " أن " من قوله : ( وأن للكافرين ) ، من الإعراب وجهان :
أحدهما الرفع ، والآخر : النصب .
فأما الرفع ، فبمعنى : ذلكم فذوقوه ، ذلكم وأن للكافرين عذاب النار بنية تكرير " ذلكم " ، كأنه قيل : ذلكم الأمر ، وهذا .
وأما النصب : فمن وجهين : أحدهما : ذلكم فذوقوه ، واعلموا ، أو : وأيقنوا أن للكافرين فيكون نصبه بنية فعل مضمر ، قال الشاعر :
ورأيت زوجك في الوغى متقلدا سيفا ورمحا
بمعنى : وحاملا رمحا .
والآخر : بمعنى : ذلكم فذوقوه ، وبأن للكافرين عذاب النار ثم حذفت " الباء " ، فنصبت .
[ ص: 435 ]