القول في
تأويل قوله ( ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا )
قال
أبو جعفر : يعنى تعالى ذكره : ولو كان اجتماعكم في الموضع الذي اجتمعتم فيه ، أنتم أيها المؤمنون وعدوكم من المشركين ، عن ميعاد منكم ومنهم ، "
لاختلفتم في الميعاد " ، لكثرة عدد عدوكم ، وقلة عددكم ، ولكن الله جمعكم
[ ص: 566 ] على غير ميعاد بينكم وبينهم "
ليقضي الله أمرا كان مفعولا " ، وذلك القضاء من الله ، كان نصره أولياءه من المؤمنين بالله ورسوله ، وهلاك أعدائه وأعدائهم ببدر بالقتل والأسر ، كما : -
16146 - حدثنا
ابن حميد قال ، حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق : "
ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد " ، ولو كان ذلك عن ميعاد منكم ومنهم ، ثم بلغكم كثرة عددهم وقلة عددكم ، ما لقيتموهم "
ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا " ، أي : ليقضي الله ما أراد بقدرته ، من إعزاز الإسلام وأهله ، وإذلال الشرك وأهله ، عن غير ملأ منكم ، ففعل ما أراد من ذلك بلطفه .
16147 - حدثني
يونس قال ، أخبرنا
ابن وهب قال ، قال
ابن زيد : أخبرني
يونس بن شهاب قال ، أخبرني
عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك : أن
عبد الله بن كعب قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك يقول في غزوة
بدر : إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير
قريش ،
[ ص: 567 ] حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد .
16148 - حدثني
يعقوب قال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
ابن عون ، عن
عمير بن إسحاق قال : أقبل
أبو سفيان في الركب من
الشام ، وخرج
أبو جهل ليمنعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فالتقوا ببدر ، ولا يشعر هؤلاء بهؤلاء ، ولا هؤلاء بهؤلاء ، حتى التقت السقاة . قال : ونهد الناس بعضهم لبعض . * * *
[ ص: 568 ]