القول في
تأويل قوله ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ( 45 ) )
قال
أبو جعفر : وهذا تعريف من الله جل ثناؤه أهل الإيمان به ، السيرة في حرب أعدائه من أهل الكفر به ، والأفعال التي يرجى لهم باستعمالها عند لقائهم النصرة عليهم والظفر بهم . ثم يقول لهم جل ثناؤه : " يا أيها الذين آمنوا " _ صدقوا الله ورسوله _ إذا لقيتم جماعة من أهل الكفر بالله للحرب والقتال ، فاثبتوا لقتالهم ، ولا تنهزموا عنهم ولا تولوهم الأدبار هاربين ، إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة منكم " واذكروا الله كثيرا " ، يقول : وادعوا الله بالنصر عليهم والظفر بهم ، وأشعروا قلوبكم وألسنتكم ذكره " لعلكم تفلحون " ، يقول : كيما تنجحوا فتظفروا بعدوكم ، ويرزقكم الله النصر والظفر عليهم ، كما : -
16161 - حدثنا
بشر بن معاذ قال ، حدثنا
يزيد قال ، حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : "
يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون " ، افترض الله ذكره عند أشغل ما تكونون ، عند الضراب بالسيوف .
16162 - حدثنا
ابن حميد قال ، حدثنا
سلمة عن
ابن إسحاق : "
يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة " ، يقاتلونكم في سبيل الله "
فاثبتوا واذكروا الله كثيرا " ، اذكروا الله الذي بذلتم له أنفسكم والوفاء بما أعطيتموه من بيعتكم " لعلكم تفلحون " . * * *
[ ص: 575 ]