[ ص: 174 ] القول في
تأويل قوله تعالى ( فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ( 65 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بقوله : ( فقلنا لهم ) أي : فقلنا للذين اعتدوا في السبت - يعني في يوم السبت .
وأصل " السبت " الهدو والسكون في راحة ودعة ، ولذلك قيل للنائم " مسبوت " لهدوه وسكون جسده واستراحته ، كما قال جل ثناؤه : (
وجعلنا نومكم سباتا ) [ النبأ : 9 ] أي راحة لأجسادكم . وهو مصدر من قول القائل : " سبت فلان يسبت سبتا " .
وقد قيل : إنه سمي " سبتا " ، لأن الله جل ثناؤه فرغ يوم الجمعة - وهو اليوم الذي قبله - من خلق جميع خلقه .
وقوله : (
كونوا قردة خاسئين ) ، أي : صيروا كذلك .
و " الخاسئ " المبعد المطرود ، كما يخسأ الكلب يقال منه : " خسأته أخسؤه خسأ وخسوءا ، وهو يخسأ خسوءا " . قال : ويقال : " خسأته فخسأ وانخسأ " . ومنه قول الراجز :
كالكلب إن قلت له اخسأ انخسأ
يعني : إن طردته انطرد ذليلا صاغرا .
فكذلك معنى قوله : (
كونوا قردة خاسئين ) أي ، مبعدين من الخير أذلاء صغراء ، كما : -
1145 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، قال ، حدثنا
أبو أحمد الزبيري قال ،
[ ص: 175 ] حدثنا
سفيان ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قوله : (
كونوا قردة خاسئين ) قال : صاغرين .
1146 - حدثنا
أحمد بن إسحاق قال ، حدثنا
أبو أحمد قال ، حدثنا
سفيان ، عن رجل ، عن
مجاهد مثله .
1147 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
أبو حذيفة قال ، حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد مثله .
1148 - حدثني
الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا
عبد الرزاق قال ، أخبرنا
معمر ، عن
قتادة : ( خاسئين ) ، قال : صاغرين .
1149 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
إسحاق قال ، حدثنا
ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن
الربيع في قوله : (
كونوا قردة خاسئين ) ، أي أذلة صاغرين .
1150 - وحدثت عن
المنجاب قال ، حدثنا
بشر بن عمارة ، عن
أبي روق ، عن
الضحاك ، عن
ابن عباس : خاسئا ، يعني ذليلا .