القول في
تأويل قوله ( كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب ( 52 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : فعل هؤلاء المشركين من
قريش الذين قتلوا
ببدر ، كعادة قوم
فرعون وصنيعهم وفعلهم وفعل من كذب بحجج الله ورسله من الأمم الخالية قبلهم ، ففعلنا بهم كفعلنا بأولئك .
[ ص: 19 ]
وقد بينا فيما مضى أن "الدأب" ، هو الشأن والعادة ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
16208 - حدثني
الحارث قال : حدثني
عبد العزيز قال : حدثنا
شيبان ، عن
جابر ، عن
عامر ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء : (
كدأب آل فرعون ) كفعل آل
فرعون ، كسنن آل
فرعون .
وقوله : (
فأخذهم الله بذنوبهم ) ، يقول : فعاقبهم الله بتكذيبهم حججه ورسله ، ومعصيتهم ربهم ، كما عاقب أشكالهم والأمم الذين قبلهم ( إن الله قوي ) ، لا يغلبه غالب ، ولا يرد قضاءه راد ، ينفذ أمره ، ويمضي قضاءه في خلقه شديد عقابه لمن كفر بآياته وجحد حججه .