القول في
تأويل قوله ( ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم ( 53 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وأخذنا هؤلاء الذين كفروا بآياتنا من مشركي
قريش ببدر بذنوبهم ، وفعلنا ذلك بهم ، بأنهم غيروا ما أنعم الله عليهم به من ابتعاثه رسوله منهم وبين أظهرهم ، بإخراجهم إياه من بينهم ، وتكذيبهم له ، وحربهم إياه ، فغيرنا نعمتنا عليهم بإهلاكنا إياهم ، كفعلنا ذلك في الماضين قبلهم ممن طغى علينا وعصى أمرنا .
[ ص: 20 ]
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
16209 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن المفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، يقول : "نعمة الله" :
محمد صلى الله عليه وسلم ، أنعم به على
قريش ، وكفروا ، فنقله إلى
الأنصار .
وقوله : (
وأن الله سميع عليم ) ، يقول : لا يخفى عليه شيء من كلام خلقه ، يسمع كلام كل ناطق منهم بخير نطق أو بشر ( عليم ) ، بما تضمره صدورهم ، وهو مجازيهم ومثيبهم على ما يقولون ويعملون ، إن خيرا فخيرا ، وإن شرا فشرا .