قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه : وإن يرد هؤلاء الأسارى الذين في أيديكم ( خيانتك ) ، أي الغدر بك والمكر والخداع ، بإظهارهم لك بالقول خلاف ما في نفوسهم ( فقد خانوا الله من قبل ) ، يقول : فقد خالفوا أمر الله من قبل وقعة بدر ، وأمكن منهم ببدر المؤمنين ( والله عليم ) ، بما يقولون بألسنتهم ويضمرونه في نفوسهم ( حكيم ) ، في تدبيرهم وتدبير أمور خلقه سواهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
16328 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثنا حجاج ، عن [ ص: 76 ] nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني ، عن ابن عباس : ( وإن يريدوا خيانتك ) ، يعني : العباس وأصحابه في قولهم : آمنا بما جئت به ، ونشهد أنك رسول الله ، لننصحن لك على قومنا" ، يقول : إن كان قولهم خيانة ( فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم ) ، يقول : قد كفروا وقاتلوك ، فأمكنك الله منهم .
16330 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : [ ص: 77 ] حدثنا أسباط ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : ( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم ) ، يقول : قد كفروا بالله ونقضوا عهده ، فأمكن منهم ببدر .