القول في
تأويل قوله ( ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم ( 15 ) )
قال
أبو جعفر : يقول الله تعالى ذكره : ويذهب وجد قلوب هؤلاء القوم المؤمنين من
خزاعة ، على هؤلاء القوم الذين نكثوا أيمانهم من المشركين ، وغمها وكربها بما فيها من الوجد عليهم ، بمعونتهم
بكرا عليهم ، كما : -
16546 - حدثني
ابن وكيع قال : حدثنا
عمرو بن محمد العنقزي ، عن
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
ويذهب غيظ قلوبهم ) ، حين قتلهم
بنو بكر ، وأعانتهم
قريش .
[ ص: 162 ]
16547 - حدثنا
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن المفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، مثله إلا أنه قال : وأعانتهم عليهم
قريش .
وأما قوله : (
ويتوب الله على من يشاء ) ، فإنه خبر مبتدأ ، ولذلك رفع ، وجزم الأحرف الثلاثة قبل ذلك على وجه المجازاة ، كأنه قال : قاتلوهم ، فإنكم إن تقاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ، ويخزهم ، وينصركم عليهم ثم ابتدأ فقال : (
ويتوب الله على من يشاء ) ، لأن القتال غير موجب لهم التوبة من الله ، وهو موجب لهم العذاب من الله ، والخزي ، وشفاء صدور المؤمنين ، وذهاب غيظ قلوبهم ، فجزم ذلك شرطا وجزاء على القتال ، ولم يكن موجبا القتال التوبة ، فابتدئ الخبر به ورفع .
ومعنى الكلام : ويمن الله على من يشاء من عباده الكافرين ، فيقبل به إلى التوبة بتوفيقه إياه ( والله عليم ) ، بسرائر عباده ، ومن هو للتوبة أهل فيتوب عليه ، ومن منهم غير أهل لها فيخذله ( حكيم ) ، في تصريف عباده من حال كفر إلى حال إيمان بتوفيقه من وفقه لذلك ، ومن حال إيمان إلى كفر ، بخذلانه من خذل منهم عن طاعته وتوحيده ، وغير ذلك من أمرهم .
[ ص: 163 ]