القول في تأويل قوله (
ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ( 26 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ثم من بعد ما ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ، وتوليتكم الأعداء أدباركم ، كشف الله نازل البلاء عنكم ، بإنزاله السكينة وهي الأمنة والطمأنينة عليكم .
وقد بينا أنها "فعيلة" ، من "السكون" ، فيما مضى من كتابنا هذا قبل ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
(
وأنزل جنودا لم تروها ) ، وهي الملائكة التي ذكرت في الأخبار التي قد مضى ذكرها (
وعذب الذين كفروا ) ، يقول : وعذب الله الذين جحدوا وحدانيته ورسالة رسوله
محمد صلى الله عليه وسلم ، بالقتل وسبي الأهلين والذراري ، وسلب الأموال والذلة (
وذلك جزاء الكافرين ) ، يقول : هذا الذي فعلنا بهم من القتل والسبي ( جزاء الكافرين ) ، يقول : هو ثواب أهل جحود وحدانيته ورسالة رسوله .
16588 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن المفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
وعذب الذين كفروا ) ، يقول : قتلهم بالسيف .
16589 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
أبو داود الحفري ، عن
يعقوب ، عن
جعفر ، عن
سعيد : (
وعذب الذين كفروا ) ، قال : بالهزيمة والقتل .
16590 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله : (
وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ) ، قال : من بقي منهم .