القول في
تأويل قوله ( إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون ( 50 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم : يا
محمد ، إن يصبك سرور بفتح الله عليك
أرض الروم في غزاتك هذه ، يسؤ
الجد بن قيس ونظراءه وأشياعهم من المنافقين ، وإن تصبك مصيبة بفلول جيشك فيها ، يقول
الجد ونظراؤه : (
قد أخذنا أمرنا من قبل ) ، أي : قد أخذنا حذرنا بتخلفنا عن
محمد ، وترك أتباعه إلى عدوه ( من قبل ) ، يقول : من قبل أن تصيبه هذه المصيبة (
ويتولوا وهم فرحون ) ، يقول : ويرتدوا عن
محمد وهم فرحون بما أصاب
محمدا وأصحابه من المصيبة ، بفلول أصحابه وانهزامهم عنه ، وقتل من قتل منهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
[ ص: 290 ]
ذكر من قال ذلك :
16792 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : قال
ابن عباس : (
إن تصبك حسنة تسؤهم ) ، يقول : إن تصبك في سفرك هذه الغزوة
تبوك (
حسنة تسؤهم ) ، قال :
الجد وأصحابه .
16793 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
قد أخذنا أمرنا من قبل ) ، حذرنا .
16794 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
ابن نمير ، عن
ورقاء ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
قد أخذنا أمرنا من قبل ) ، قال : حذرنا .
16795 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : (
إن تصبك حسنة تسؤهم ) ، إن كان فتح للمسلمين كبر ذلك عليهم وساءهم .