[ ص: 336 ] القول في تأويل قوله (
لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين ( 66 ) )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - لنبيه
محمد - صلى الله عليه وسلم - : قل لهؤلاء الذين وصفت لك صفتهم : ( لا تعتذروا ) بالباطل ، فتقولوا : (
كنا نخوض ونلعب ) (
قد كفرتم ) يقول : قد جحدتم الحق بقولكم ما قلتم في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين به (
بعد إيمانكم ) يقول : بعد تصديقكم به وإقراركم به (
إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة ) .
وذكر أنه عني : ب " الطائفة " في هذا الموضع ، رجل واحد .
وكان
ابن إسحاق يقول فيما : -
16919 - حدثنا به
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة عن
ابن إسحاق قال : كان الذي عفي عنه - فيما بلغني -
مخشي بن حمير الأشجعي حليف
بني سلمة ، وذلك أنه أنكر منهم بعض ما سمع .
16920 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
زيد بن حبان عن
موسى بن عبيدة عن
محمد بن كعب : (
إن نعف عن طائفة منكم ) قال : " طائفة " رجل .
[ ص: 337 ] واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك .
فقال بعضهم : معناه (
إن نعف عن طائفة منكم ) بإنكاره ما أنكر عليكم من قبل الكفر (
نعذب طائفة ) بكفره واستهزائه بآيات الله ورسوله .
ذكر من قال ذلك :
16922 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا
محمد بن ثور عن
معمر قال : قال بعضهم : كان رجل منهم لم يمالئهم في الحديث ، يسير مجانبا لهم ، فنزلت : (
إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة ) فسمي " طائفة " وهو واحد .
وقال آخرون : بل معنى ذلك . إن تتب طائفة منكم فيعفو الله عنه ، يعذب الله طائفة منكم بترك التوبة .
وأما قوله : (
إنهم كانوا مجرمين ) فإن معناه : نعذب طائفة منهم باكتسابهم الجرم ، وهو الكفر بالله ، وطعنهم في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .