القول في تأويل قوله : (
لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون ( 88 ) )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : لم يجاهد هؤلاء المنافقون الذين اقتصصت قصصهم المشركين ، لكن الرسول
محمد - صلى الله عليه وسلم - والذين صدقوا الله ورسوله معه هم الذين جاهدوا المشركين بأموالهم وأنفسهم ، فأنفقوا في جهادهم أموالهم وأتعبوا في قتالهم أنفسهم وبذلوها ( وأولئك ) يقول : وللرسول وللذين آمنوا معه الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم ( الخيرات ) وهي خيرات الآخرة ، وذلك : نساؤها ، وجناتها ، ونعيمها .
[ ص: 415 ] واحدتها " خيرة " كما قال الشاعر :
ولقد طعنت مجامع الربلات ربلات هند خيرة الملكات
" والخيرة " من كل شيء الفاضلة .
(
وأولئك هم المفلحون ) يقول : وأولئك هم المخلدون في الجنات ، الباقون فيها ، الفائزون بها .