القول في تأويل قوله : (
ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ( 91 ) )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : ليس على أهل الزمانة وأهل العجز عن السفر والغزو ، ولا على المرضى ، ولا على من لا يجد نفقة يتبلغ بها إلى مغزاه " حرج " وهو الإثم يقول : ليس عليهم إثم ، إذا نصحوا لله ولرسوله في مغيبهم عن الجهاد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (
ما على المحسنين من سبيل ) يقول : ليس على من أحسن فنصح لله ولرسوله في تخلفه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجهاد معه - لعذر يعذر به - طريق يتطرق عليه فيعاقب من قبله (
والله غفور رحيم ) يقول : والله ساتر على ذنوب المحسنين ، يتغمدها بعفوه لهم عنها ( رحيم ) بهم أن يعاقبهم عليها .
وذكر أن هذه الآية نزلت في "
عائذ بن عمرو المزني " .
[ ص: 420 ] وقال بعضهم في "
عبد الله بن مغفل " .
ذكر من قال : نزلت في "
عائذ بن عمرو " .
17078 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد عن
قتادة : (
ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ) نزلت في
عائذ بن عمرو .
ذكر من قال : نزلت في "
ابن مغفل " .
17079 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ،
عن ابن عباس قوله : ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ) إلى قوله : ( حزنا ألا يجدوا ما ينفقون ) وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر الناس أن ينبعثوا غازين معه ، فجاءته عصابة من أصحابه فيهم " nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل المزني " فقالوا : يا رسول الله ، احملنا ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والله ما أجد ما أحملكم عليه . فتولوا ولهم بكاء ، وعزيز عليهم أن يجلسوا عن الجهاد ، ولا يجدون نفقة ولا محملا . فلما رأى الله حرصهم على محبته ومحبة رسوله أنزل عذرهم في كتابه فقال : ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج ) إلى قوله : ( فهم لا يعلمون ) .