1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة التوبة
  4. القول في تأويل قوله تعالى " يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله : ( يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ( 94 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : يعتذر إليكم - أيها المؤمنون بالله - هؤلاء المتخلفون خلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التاركون جهاد المشركين معكم من المنافقين بالأباطيل والكذب ، إذا رجعتم إليهم من سفركم وجهادكم " قل " لهم يا محمد ( لا تعتذروا لن نؤمن لكم ) يقول : لن نصدقكم على ما تقولون ( قد نبأنا الله من أخباركم ) يقول : قد أخبرنا الله من أخباركم ، وأعلمنا من أمركم ما قد علمنا به كذبكم ( وسيرى الله عملكم ورسوله ) يقول : وسيرى الله ورسوله فيما بعد عملكم ، أتتوبون من نفاقكم ، أم تقيمون عليه ؟ ( ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة ) يقول : ثم ترجعون بعد مماتكم ( إلى عالم الغيب والشهادة ) يعني : الذي يعلم السر والعلانية ، الذي لا يخفى عليه بواطن أموركم [ ص: 425 ] وظواهرها ( فينبئكم بما كنتم تعملون ) فيخبركم بأعمالكم كلها سيئها وحسنها ، فيجازيكم بها : الحسن منها بالحسن ، والسيئ منها بالسيئ .

التالي السابق


الخدمات العلمية