القول في تأويل قوله : (
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ( 105 ) )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - لنبيه
محمد - صلى الله عليه وسلم - : ( وقل ) يا
محمد لهؤلاء الذين اعترفوا لك بذنوبهم من المتخلفين عن الجهاد معك ( اعملوا ) لله بما يرضيه من طاعته ، وأداء فرائضه (
فسيرى الله عملكم ورسوله )
[ ص: 463 ] يقول : فسيرى الله إن عملتم عملكم ، ويراه رسوله والمؤمنون في الدنيا ( وستردون ) يوم القيامة إلى من يعلم سرائركم وعلانيتكم ، فلا يخفى عليه شيء من باطن أموركم وظواهرها (
فينبئكم بما كنتم تعملون ) يقول : فيخبركم بما كنتم تعملون . وما منه خالصا ، وما منه رياء ، وما منه طاعة ، وما منه لله معصية ، فيجازيكم على ذلك كله جزاءكم ، المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته .
17173 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
ابن يمان ، عن
سفيان ، عن رجل ، عن
مجاهد : (
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) قال : هذا وعيد .