[ ص: 155 ] القول في تأويل قوله جل ثناؤه : ( يوم الدين ) .
قال
أبو جعفر : والدين في هذا الموضع ، بتأويل الحساب والمجازاة بالأعمال ، كما قال
كعب بن جعيل :
إذا ما رمونا رميناهم ودناهم مثل ما يقرضونا
وكما قال الآخر :
واعلم وأيقن أن ملكك زائل واعلم بأنك ما تدين تدان
يعني : ما تجزي تجازى .
ومن ذلك قول الله جل ثناؤه (
كلا بل تكذبون بالدين ) - يعني : بالجزاء - (
وإن عليكم لحافظين ) سورة الانفطار : [ 9 ، 10 ] يحصون ما تعملون من الأعمال ، وقوله تعالى (
فلولا إن كنتم غير مدينين ) [ سورة الواقعة : 86 ] ، يعني غير مجزيين بأعمالكم ولا محاسبين .
وللدين معان في كلام العرب ، غير معنى الحساب والجزاء ، سنذكرها في أماكنها إن شاء الله .
[ ص: 156 ]
وبما قلنا في تأويل قوله ( يوم الدين ) جاءت الآثار عن السلف من المفسرين ، مع تصحيح الشواهد تأويلهم الذي تأولوه في ذلك .
167 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12137أبو كريب محمد بن العلاء ، قال : حدثنا
عثمان بن سعيد ، قال : حدثنا
بشر بن عمارة ، قال : حدثنا
أبو روق ، عن
الضحاك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس : ( يوم الدين ) ، قال : يوم حساب الخلائق ، وهو يوم القيامة ، يدينهم بأعمالهم ، إن خيرا فخيرا ، وإن شرا فشرا ، إلا من عفا عنه ، فالأمر أمره . ثم قال : (
ألا له الخلق والأمر ) سورة الأعراف : 54 .
168 - وحدثني
موسى بن هارون الهمداني ، قال : حدثنا
عمرو بن حماد القناد ، قال : حدثنا
أسباط بن نصر الهمداني ، عن
إسماعيل بن عبد الرحمن السدي ، عن
أبي مالك ، وعن
أبي صالح ، عن
ابن عباس - وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17058مرة الهمداني عن
ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : ( " ملك يوم الدين " ) ، هو يوم الحساب .
169 - حدثنا
الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
[ ص: 157 ] [ ص: 158 ] [ ص: 159 ] [ ص: 160 ] معمر ، عن
قتادة في قوله : (
مالك يوم الدين ) قال : يوم يدين الله العباد بأعمالهم .
170 - وحدثنا
القاسم بن الحسن ، قال : حدثنا
الحسين بن داود ، قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، (
مالك يوم الدين ) قال : يوم يدان الناس بالحساب .