القول في تأويل قوله تعالى : (
وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ( 12 ) )
قال
أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : وإذا أصاب الإنسان الشدة والجهد (
دعانا لجنبه ) ، يقول : استغاث بنا في كشف ذلك عنه ( لجنبه ) ، يعني مضطجعا لجنبه . (
أو قاعدا أو قائما ) بالحال التي يكون بها عند نزول ذلك الضر به (
فلما كشفنا عنه ضره ) ، يقول : فلما فرجنا عنه الجهد الذي أصابه (
مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه ) ، يقول : استمر على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر ، ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء أو تناساه ، وترك الشكر لربه الذي
[ ص: 37 ] فرج عنه ما كان قد نزل به من البلاء حين استعاذ به ، وعاد للشرك ودعوى الآلهة والأوثان أربابا معه . يقول ، تعالى ذكره : (
كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ) ، يقول : كما زين لهذا الإنسان الذي وصفنا صفته ، استمراره على كفره بعد كشف الله عنه ما كان فيه من الضر ، كذلك زين للذين أسرفوا في الكذب على الله وعلى أنبيائه ، فتجاوزوا في القول فيهم إلى غير ما أذن الله لهم به ، ما كانوا يعملون من معاصي الله والشرك به .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
17578 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قوله : (
دعانا لجنبه ) ، قال : مضطجعا .