القول في
تأويل قوله تعالى : ( فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ( 32 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لخلقه : أيها الناس ، فهذا الذي يفعل هذه الأفعال ، فيرزقكم من السماء والأرض ، ويملك السمع والأبصار ، ويخرج الحي من الميت والميت من الحي ، ويدبر الأمر; (
الله ربكم الحق ) ، لا شك فيه (
فماذا بعد الحق إلا الضلال ) ، يقول : فأي شيء سوى الحق إلا الضلال ، وهو الجور عن قصد السبيل ؟
يقول : فإذا كان الحق هو ذا ، فادعاؤكم غيره إلها وربا ، هو الضلال والذهاب عن الحق لا شك فيه (
فأنى تصرفون ) ، يقول : فأي وجه عن الهدى والحق تصرفون ، وسواهما تسلكون ، وأنتم مقرون بأن الذي تصرفون عنه هو الحق ؟