القول في تأويل قوله تعالى : (
ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين ( 45 ) )
قال
أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : ويوم نحشر هؤلاء المشركين فنجمعهم في موقف الحساب ، كأنهم كانوا قبل ذلك لم يلبثوا إلا ساعة من نهار يتعارفون فيما بينهم ، ثم انقطعت المعرفة ، وانقضت تلك الساعة يقول الله : (
قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين ) ، قد غبن الذين جحدوا ثواب الله وعقابه وحظوظهم من الخير وهلكوا (
وما كانوا مهتدين ) يقول : وما كانوا موفقين لإصابة الرشد مما فعلوا من تكذيبهم بلقاء الله ، لأنه أكسبهم ذلك ما لا قبل لهم به من عذاب الله .