[ ص: 143 ] القول في تأويل قوله تعالى : (
ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ( 66 ) )
قال
أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : ألا إن لله يا
محمد كل من في السماوات ومن في الأرض ، ملكا وعبيدا لا مالك لشيء من ذلك سواه . يقول : فكيف يكون إلها معبودا من يعبده هؤلاء المشركون من الأوثان والأصنام ، وهي لله ملك ، وإنما العبادة للمالك دون المملوك ، وللرب دون المربوب ؟ (
وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء ) يقول جل ثناؤه : وأي شيء يتبع من يدعو من دون الله ، يعني : غير الله وسواه شركاء . ومعنى الكلام : أي شيء يتبع من يقول : لله شركاء في سلطانه وملكه كاذبا ، والله المنفرد بملك كل شيء في سماء كان أو أرض ؟ (
إن يتبعون إلا الظن ) يقول : ما يتبعون في قيلهم ذلك ودعواهم إلا الظن ، يقول : إلا الشك لا اليقين (
وإن هم إلا يخرصون ) يقول : وإن هم إلا يتقولون الباطل تظنيا وتخرصا للإفك ، عن غير علم منهم بما يقولون .