[ ص: 153 ] القول في تأويل قوله تعالى : (
فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ( 73 ) )
قال
أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : فكذب
نوحا قومه فيما أخبرهم به عن الله من الرسالة والوحي " فنجيناه ومن معه " ممن حمل معه في " الفلك " يعني في السفينة " وجعلناهم خلائف " ، يقول : وجعلنا الذين نجينا مع
نوح في السفينة خلائف في الأرض من قومه الذين كذبوه بعد أن أغرقنا الذين كذبوا بآياتنا ، يعني حججنا وأدلتنا على توحيدنا ، ورسالة رسولنا
نوح .
يقول الله لنبيه
محمد ، صلى الله عليه وسلم : " فانظر " يا
محمد كيف كان عاقبة المنذرين " وهم الذين أنذرهم
نوح عقاب الله على تكذيبهم إياه وعبادتهم الأصنام . يقول له جل ثناؤه : انظر ماذا أعقبهم تكذيبهم رسولهم ، فإن عاقبة من كذبك من قومك إن تمادوا في كفرهم وطغيانهم على ربهم ، نحو الذي كان من عاقبة قوم
نوح حين كذبوه .
يقول جل ثناؤه : فليحذروا أن يحل بهم مثل الذي حل ، بهم إن لم يتوبوا .