القول في
تأويل قوله تعالى : ( وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ( 100 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه : وما كان لنفس خلقتها من سبيل إلى تصديقك ، يا
محمد إلا بأن آذن لها في ذلك ، فلا تجهدن نفسك في طلب هداها ، وبلغها وعيد الله ، وعرفها ما أمرك ربك بتعريفها ، ثم خلها ، فإن هداها بيد خالقها .
[ ص: 214 ]
وكان
الثوري يقول في تأويل قوله : (
إلا بإذن الله ) ، ما :
17910 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
سويد قال : أخبرنا
ابن المبارك عن
سفيان في قوله : (
وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ) ، قال : بقضاء الله .
وأما قوله : (
ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) ، فإنه يقول ، تعالى ذكره :
إن الله يهدي من يشاء من خلقه للإيمان بك يا محمد ويأذن له في تصديقك فيصدقك ويتبعك ، ويقر بما جئت به من عند ربك (
ويجعل الرجس ) ، وهو العذاب ، وغضب الله (
على الذين لا يعقلون ) ، يعني الذين لا يعقلون عن الله حججه ومواعظه وآياته التي دل بها جل ثناؤه على نبوة
محمد صلى الله عليه وسلم ، وحقيقة ما دعاهم إليه من توحيد الله ، وخلع الأنداد والأوثان .
17911 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
عبد الله قال : حدثني
معاوية عن
علي عن
ابن عباس قوله : (
ويجعل الرجس ) ، قال : السخط .