القول في تأويل قوله تعالى : (
لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون ( 22 ) )
قال
أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : حقا أن هؤلاء القوم الذين هذه صفتهم في الدنيا وفي الآخرة هم
الأخسرون الذين قد باعوا منازلهم من الجنان بمنازل أهل الجنة من النار ; وذلك هو الخسران المبين .
وقد بينا فيما مضى أن معنى قولهم : " جرمت " كسبت الذنب و " جرمته " ،
[ ص: 289 ] وأن العرب كثر استعمالها إياه في مواضع الأيمان ، وفي مواضع " لا بد " كقولهم : " لا جرم أنك ذاهب " ، بمعنى : " لا بد " حتى استعملوا ذلك في مواضع التحقيق ، فقالوا : " لا جرم لتقومن " بمعنى : حقا لتقومن . فمعنى الكلام : لا منع عن أنهم ، ولا صد عن أنهم .