القول في تأويل قوله تعالى : (
لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين ( 7 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : (
لقد كان في يوسف وإخوته ) الأحد عشر ( آيات ) يعني : عبر وذكر ( للسائلين ) يعني السائلين عن أخبارهم وقصصهم . وإنما أراد جل ثناؤه بذلك نبيه
محمدا صلى الله عليه وسلم .
وذلك أنه يقال : إن الله تبارك وتعالى إنما أنزل هذه السورة على نبيه ، يعلمه فيها ما لقي
يوسف من أدانيه وإخوته من الحسد ، مع تكرمة الله إياه ، تسلية له بذلك مما يلقى من أدانيه وأقاربه من مشركي
قريش . كذلك كان
ابن إسحاق يقول :
[ ص: 562 ]
18794 - حدثنا
ابن حميد ، قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق ، قال : إنما قص الله تبارك وتعالى على
محمد خبر
يوسف ، وبغي إخوته عليه وحسدهم إياه ، حين ذكر رؤياه ، لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بغي قومه وحسده حين أكرمه الله عز وجل بنبوته ، ليأتسي به .
واختلفت القرأة في قراءة قوله : (
آيات للسائلين ) . فقرأته عامة قرأة الأمصار"آيات" على الجماع .
وروي عن
مجاهد وابن كثير أنهما قرآ ذلك على التوحيد .
والذي هو أولى القراءتين بالصواب ، قراءة من قرأ ذلك على الجماع ، لإجماع الحجة من القرأة عليه .