[ ص: 103 ] [ القول في تأويل قوله تعالى : (
واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ( 38 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بقوله : (
واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ) ، واتبعت دينهم لا دين أهل الشرك (
ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ) ، يقول : ما جاز لنا أن نجعل لله شريكا في عبادته وطاعته ، بل الذي علينا إفراده بالألوهة والعبادة (
ذلك من فضل الله علينا ) ، يقول : اتباعي ملة آبائي
إبراهيم وإسحاق ويعقوب على الإسلام ، وتركي ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون ، من فضل الله الذي تفضل به علينا فأنعم إذ أكرمنا به (
وعلى الناس ) ، يقول : وذلك أيضا من فضل الله على الناس ، إذ أرسلنا إليهم دعاة إلى توحيده وطاعته (
ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) ، يقول : ولكن من يكفر بالله لا يشكر ذلك من فضله عليه ، لأنه لا يعلم من أنعم به عليه ولا يعرف المتفضل به .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
19287 - حدثني
علي قال ، حدثنا
عبد الله قال ، حدثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، قوله : (
ذلك من فضل الله علينا ) ، أن جعلنا أنبياء (
وعلى الناس ) ، يقول : أن بعثنا إليهم رسلا .
19288 - حدثنا
بشر قال ، حدثنا
يزيد قال ، حدثنا
سعيد ، عن
قتادة ،
[ ص: 104 ] قوله : (
ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ) ، ذكر لنا أن
أبا الدرداء كان يقول : يا رب شاكر نعمة غير منعم عليه لا يدري ، ورب حامل فقه غير فقيه .