[ ص: 153 ] القول في
تأويل قوله تعالى : ( وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ( 58 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : (
وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم ) ،
يوسف ، ( وهم )
ليوسف ( منكرون ) لا يعرفونه .
وكان سبب مجيئهم
يوسف ، فيما ذكر لي ، كما : -
19463 - حدثنا
ابن حميد ، قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق ، قال : لما اطمأن
يوسف في ملكه ، وخرج من البلاء الذي كان فيه ، وخلت السنون المخصبة التي كان أمرهم بالإعداد فيها للسنين التي أخبرهم بها أنها كائنة ، جهد الناس في كل وجه ، وضربوا إلى
مصر يلتمسون بها الميرة من كل بلدة . وكان
يوسف حين رأى ما أصاب الناس من الجهد ، قد آسى بينهم ، وكان لا يحمل للرجل إلا بعيرا واحدا ، ولا يحمل للرجل الواحد بعيرين ، تقسيطا بين الناس ، وتوسيعا عليهم ، فقدم إخوته فيمن قدم عليه من الناس ، يلتمسون الميرة من
مصر ، فعرفهم وهم له منكرون ، لما أراد الله أن يبلغ
ليوسف عليه السلام فيما أراد .
19464 - حدثنا
ابن وكيع ، قال : حدثنا
عمرو ، عن
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، قال : أصاب الناس الجوع ، حتى أصاب بلاد
يعقوب التي هو بها ، فبعث بنيه إلى
مصر ، وأمسك أخا
يوسف بنيامين ; فلما دخلوا على
يوسف عرفهم وهم له منكرون ; فلما نظر إليهم ، قال : أخبروني ما أمركم ، فإني أنكر شأنكم ! قالوا : نحن قوم من أرض
الشأم . قال : فما جاء بكم قالوا : جئنا نمتار طعاما . قال :
[ ص: 154 ] كذبتم ، أنتم عيون ، كم أنتم؟ قالوا : عشرة . قال : أنتم عشرة آلاف ، كل رجل منكم أمير ألف ، فأخبروني خبركم . قالوا : إنا إخوة بنو رجل صديق ، وإنا كنا اثني عشر ، وكان أبونا يحب أخا لنا ، وإنه ذهب معنا البرية فهلك منا فيها ، وكان أحبنا إلى أبينا . قال : فإلى من سكن أبوكم بعده؟ قالوا : إلى أخ لنا أصغر منه . قال : فكيف تخبروني أن أباكم صديق ، وهو يحب الصغير منكم دون الكبير؟ ائتوني بأخيكم هذا حتى أنظر إليه (
فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون ) ، قال : فضعوا بعضكم رهينة حتى ترجعوا . فوضعوا
شمعون .
19465 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة : (
وهم له منكرون ) قال : لا يعرفونه .