[ القول في تأويل قوله تعالى : (
وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون ( 67 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قال
يعقوب لبنيه لما أرادوا الخروج من عنده إلى
مصر ليمتاروا الطعام : يا بني لا تدخلوا
مصر من طريق واحد ، وادخلوا من أبواب متفرقة .
[ ص: 165 ]
وذكر أنه قال ذلك لهم ، لأنهم كانوا رجالا لهم جمال وهيأة ، فخاف عليهم العين إذا دخلوا جماعة من طريق واحد ، وهم ولد رجل واحد ، فأمرهم أن يفترقوا في الدخول إليها . كما : -
19487 - حدثنا
الحسن بن محمد قال : حدثنا
يزيد الواسطي ، عن
جويبر ، عن
الضحاك : (
لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ) ، قال : خاف عليهم العين .
19488 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : (
يا بني لا تدخلوا من باب واحد ) خشي نبي الله صلى الله عليه وسلم العين على بنيه ، كانوا ذوي صورة وجمال .
19489 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة : (
وادخلوا من أبواب متفرقة ) ، قال : كانوا قد أوتوا صورة وجمالا فخشي عليهم أنفس الناس .
19490 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، قوله : (
وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ) ، قال : رهب
يعقوب عليه السلام عليهم العين .
19491 - حدثت عن
الحسين بن الفرج قال ، سمعت
أبا معاذ قال ، أخبرنا
عبيد بن سليمان ، قال ، سمعت
الضحاك يقول في قوله : (
لا تدخلوا من باب واحد ) ، خشي
يعقوب على ولده العين .
19492 - حدثنا
ابن وكيع قال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15945زيد بن الحباب ، عن
أبي معشر ، عن
محمد بن كعب : (
لا تدخلوا من باب واحد ) ، قال : خشي عليهم العين .
[ ص: 166 ]
19493 - . . . قال ، حدثنا
عمرو ، عن
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : خاف
يعقوب صلى الله عليه وسلم على بنيه العين ، فقال : (
يا بني لا تدخلوا من باب واحد ) . فيقال : هؤلاء لرجل واحد! ولكن ادخلوا من أبواب متفرقة .
19494 - حدثنا
ابن حميد قال ، حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق قال : لما أجمعوا الخروج يعني
ولد يعقوب قال
يعقوب : (
يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ) ، خشي عليهم أعين الناس ، لهيأتهم ، وأنهم لرجل واحد .
وقوله : (
وما أغني عنكم من الله من شيء ) ، يقول : وما أقدر أن أدفع عنكم من قضاء الله الذي قد قضاه عليكم من شيء صغير ولا كبير ، لأن قضاءه نافذ في خلقه (
إن الحكم إلا لله ) ، يقول : ما القضاء والحكم إلا لله دون ما سواه من الأشياء ، فإنه يحكم في خلقه بما يشاء ، فينفذ فيهم حكمه ، ويقضي فيهم ، ولا يرد قضاؤه (
عليه توكلت ) ، يقول : على الله توكلت فوثقت به فيكم وفي حفظكم علي ، حتى يردكم إلي وأنتم سالمون معافون ، لا على دخولكم
مصر إذا دخلتموها من أبواب متفرقة (
وعليه فليتوكل المتوكلون ) ، يقول : وإلى الله فليفوض أمورهم المفوضون .