القول في
تأويل قوله تعالى : ( فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ( 81 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : "فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " فأولئك الذين كسبوا السيئات وأحاطت بهم خطيئاتهم ، أصحاب النار هم فيها خالدون .
ويعني بقوله جل ثناؤه : ( أصحاب النار ) ، أهل النار ، وإنما جعلهم لها أصحابا لإيثارهم - في حياتهم الدنيا ما يوردهموها ويوردهم سعيرها - على الأعمال التي توردهم الجنة فجعلهم - جل ذكره - بإيثارهم أسبابها على أسباب الجنة لها أصحابا ، كصاحب الرجل الذي يصاحبه مؤثرا صحبته على صحبة غيره ، حتى يعرف به .
( هم فيها ) ، يعني : هم في النار خالدون . ويعني بقوله : ( خالدون ) مقيمون كما :
1443 - حدثني
محمد بن حميد قال : حدثنا
سلمة قال : حدثني
محمد بن أبي محمد ، عن
سعيد بن جبير أو
عكرمة ، عن
ابن عباس : ( هم فيها خالدون ) ، أي خالدون أبدا .
1444 - حدثني
موسى بن هارون قال : حدثنا
عمرو قال : حدثنا
أسباط ،
[ ص: 287 ] عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : ( هم فيها خالدون ) لا يخرجون منها أبدا .