[ ص: 296 ] [ القول في تأويل قوله تعالى : (
حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ( 110 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : (
وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ) ، فدعوا من أرسلنا إليهم ، فكذبوهم ، وردوا ما أتوا به من عند الله (
حتى إذا استيأس الرسل ) الذين أرسلناهم إليهم منهم أن يؤمنوا بالله ، ويصدقوهم فيما أتوهم به من عند الله وظن الذين أرسلناهم إليهم من الأمم المكذبة أن الرسل الذين أرسلناهم قد كذبوهم فيما كانوا أخبروهم عن الله ، من وعده إياهم نصرهم عليهم (
جاءهم نصرنا ) .
وذلك قول جماعة من أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
19987 - حدثنا
أبو السائب سلم بن جنادة ، قال : حدثنا
أبو معاوية ، عن
الأعمش ، عن
مسلم ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قال : لما أيست الرسل أن يستجيب لهم قومهم ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم ، جاءهم النصر على ذلك ، فننجي من نشاء .
19988 - حدثنا
الحسن بن محمد ، قال : حدثنا
أبو معاوية الضرير ، قال : حدثنا
الأعمش ، عن
مسلم ، عن
ابن عباس ، بنحوه غير أنه قال في حديثه ، قال : " أيست الرسل " ، ولم يقل : " لما أيست " .
[ ص: 297 ]
19989 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، قال : حدثنا
مؤمل ، قال : حدثنا
سفيان ، عن
عطاء بن السائب ، عن
سعيد بن جبير : (
حتى إذا استيأس الرسل ) ، أن يسلم قومهم ، وظن قوم الرسل أن الرسل قد كذبوا جاءهم نصرنا .
19990 - حدثنا
ابن بشار ، قال : حدثنا
مؤمل ، قال : حدثنا
سفيان ، عن
الأعمش ، عن
أبي الضحى ، عن
ابن عباس ، مثله .
19991 - حدثنا
ابن وكيع ، قال : حدثنا
عمران بن عيينة ، عن
عطاء ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قال : حتى إذا استيأس الرسل من قومهم ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا ، (
جاءهم نصرنا ) .
19992 - حدثنا
ابن بشار ، قال : حدثنا
عبد الرحمن ، قال : حدثنا
سفيان ، عن
حصين ، عن
عمران السلمي ، عن
ابن عباس : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، أيس الرسل من قومهم أن يصدقوهم ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبتهم .
19993 - حدثنا
عمرو بن عبد الحميد ، قال : حدثنا
جرير ، عن
حصين ، عن
عمران بن الحارث السلمي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس ، في قوله : (
حتى إذا استيأس الرسل ) ، قال : استيأس الرسل من قومهم أن يستجيبوا لهم (
وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قال : ظن قومهم أنهم جاءوهم بالكذب .
19994 - حدثنا
أبو كريب ، قال : حدثنا
ابن إدريس ، قال : سمعت
حصينا ، عن
عمران بن الحارث ، عن
ابن عباس : حتى إذا استيأس الرسل من أن يستجيب لهم قومهم ، وظن قومهم أن قد كذبوهم (
جاءهم نصرنا ) .
[ ص: 298 ]
19995 - حدثني
أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس ، قال : حدثنا
عبثر ، قال : حدثنا
حصين ، عن
عمران بن الحارث ، عن
ابن عباس ، في هذه الآية : (
حتى إذا استيأس الرسل ) ، قال : استيأس الرسل من قومهم أن يؤمنوا ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم فيما وعدوا وكذبوا (
جاءهم نصرنا ) .
19996 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، قال : حدثنا
ابن أبي عدي ، عن
شعبة ، عن
حصين ، عن
عمران بن الحارث ، عن
ابن عباس ، قال : (
حتى إذا استيأس الرسل ) ، من نصر قومهم (
وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، ظن قومهم أنهم قد كذبوهم .
19997 - حدثنا
الحسن بن محمد ، قال : حدثنا
محمد بن الصباح ، قال : حدثنا
هشيم ، قال : أخبرنا
حصين ، عن
عمران بن الحارث ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
حتى إذا استيأس الرسل ) ، قال : من قومهم أن يؤمنوا بهم ، وأن يستجيبوا لهم ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم (
جاءهم نصرنا ) ، يعني الرسل .
19998 - حدثني
المثنى ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16715عمرو بن عون ، قال : أخبرنا
هشيم ، عن
حصين ، عن
عمران بن الحارث ، عن
ابن عباس ، بمثله سواء .
19999 - حدثنا
الحسن بن محمد ، قال : حدثنا
عبد الوهاب بن عطاء ، عن
هارون ، عن
عباد القرشي ، عن
عبد الرحمن بن معاوية ، عن
ابن عباس : (
وظنوا أنهم قد كذبوا ) خفيفة ، وتأويلها عنده : وظن القوم أن الرسل قد كذبوا .
[ ص: 299 ]
20000 - حدثنا
أبو بكر ، قال : حدثنا
طلق بن غنام ، عن
زائدة ، عن
الأعمش ، عن
مسلم ، عن
ابن عباس ، قال : (
حتى إذا استيأس الرسل ) ، من قومهم أن يصدقوهم ، وظن قومهم أن قد كذبتهم رسلهم (
جاءهم نصرنا ) .
20001 - حدثني
المثنى ، قال : حدثنا
عبد الله بن صالح قال : حدثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، قوله : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، يعني : أيس الرسل من أن يتبعهم قومهم ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا ، فينصر الله الرسل ، ويبعث العذاب .
20002 - حدثني
محمد بن سعد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ) ، حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يطيعوهم ويتبعوهم ، وظن قومهم أن رسلهم كذبوهم (
جاءهم نصرنا ) .
20003 - حدثني
المثنى ، قال : حدثنا
إسحاق ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل ، عن
حصين ، عن
عمران بن الحارث ، عن
ابن عباس : (
حتى إذا استيأس الرسل ) ، من قومهم (
وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قال : فما أبطأ عليهم إلا من ظن أنهم قد كذبوا .
20004 - . . . . قال : حدثنا
آدم العسقلاني ، قال : حدثنا
شعبة ، قال :
[ ص: 300 ] أخبرنا
حصين بن عبد الرحمن ، عن
عمران بن الحارث قال : سمعت
ابن عباس يقول : (
وظنوا أنهم قد كذبوا ) خفيفة . وقال
ابن عباس : ظن القوم أن الرسل قد كذبوهم ، خفيفة .
20005 - حدثنا
ابن وكيع ، قال : حدثنا
جرير ، عن
عطاء ، عن
سعيد بن جبير ، في قوله : (
حتى إذا استيأس الرسل ) ، من قومهم ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم .
20006 - . . . . قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل ، عن
خصيف ، قال : سألت
سعيد بن جبير ، عن قوله : (
حتى إذا استيأس الرسل ) ، من قومهم ، وظن الكفار أنهم هم كذبوا .
20007 - حدثني
يعقوب والحسن بن محمد ، قالا حدثنا
إسماعيل بن علية . قال : حدثنا
كلثوم بن جبر ، عن
سعيد بن جبير ، قوله : (
حتى إذا استيأس الرسل ) ، من قومهم أن يؤمنوا ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبتهم .
20008 - حدثني
المثنى ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16272عارم أبو النعمان ، قال : حدثنا
حماد بن زيد ، قال : حدثنا
شعيب ، قال : حدثني
إبراهيم بن أبي حرة الجزري ، قال : سأل فتى من قريش
سعيد بن جبير ، فقال له : يا أبا عبد الله ، كيف تقرأ هذا الحرف ، فإني إذا أتيت عليه تمنيت أن لا أقرأ هذه السورة : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ؟ قال : نعم ، حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يصدقوهم ، وظن المرسل إليهم أن الرسل كذبوا . قال : فقال
الضحاك بن مزاحم : ما رأيت كاليوم قط رجلا يدعى إلى علم فيتلكأ!! لو رحلت في هذه إلى اليمن كان قليلا!
[ ص: 301 ]
20009 - حدثني
المثنى ، قال : حدثنا
الحجاج ، قال : حدثنا
ربيعة بن كلثوم ، قال : حدثني أبي ، أن
مسلم بن يسار ، سأل
سعيد بن جبير ؛ فقال : يا أبا عبد الله ، آية بلغت مني كل مبلغ : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، فهذا الموت ، أن تظن الرسل أنهم قد كذبوا ، أو نظن أنهم قد كذبوا ، مخففة! قال : فقال
سعيد بن جبير : يا أبا عبد الرحمن ، حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يستجيبوا لهم ، وظن قومهم أن الرسل كذبتهم (
جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ) . قال : فقام
مسلم إلى
سعيد ، فاعتنقه وقال : فرج الله عنك كما فرجت عني
20010 - حدثنا
الحسن بن محمد ، قال : حدثنا
يحيى بن عباد ، قال : حدثنا
وهيب ، قال : حدثنا
أبو المعلى العطار ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) قال : استيأس الرسل من إيمان قومهم؛ وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم ما كانوا يخبرونهم ويبلغونهم .
[ ص: 302 ]
20011 - . . . . قال : حدثنا
شبابة ، قال : حدثنا
ورقاء ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : (
حتى إذا استيأس الرسل ) أن يصدقهم قومهم ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا ، جاء الرسل نصرنا .
20012 - حدثني
محمد بن عمرو ، قال : حدثنا
أبو عاصم ، قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، مثله .
20013 - حدثني
المثنى : قال : حدثنا
الحجاج ، قال : حدثنا
حماد ، عن
عطاء بن السائب ، عن
سعيد بن جبير ، في هذه الآية : حتى إذا استيأس الرسل من قومهم ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبت .
20014 - . . . . قال : حدثنا
حماد ، عن
كلثوم بن جبر ، قال : قال لي
سعيد بن جبير : سألني سيد من ساداتكم عن هذه الآية فقلت : استيأس الرسل من قومهم ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبت .
20015 - حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قال : استيأس الرسل أن يؤمن قومهم بهم ، وظن قومهم المشركون أن الرسل قد كذبوا ما وعدهم الله من نصره إياهم عليهم ، وأخلفوا ، وقرأ : (
جاءهم نصرنا ) ، قال : جاء الرسل النصر حينئذ . قال : وكان أبي يقرؤها :
كذبوا .
20016 - حدثنا
الحسن بن محمد ، قال : حدثنا
عبد الوهاب بن عطاء ، عن
سعيد ، عن
أبي المتوكل ، عن
أيوب ابن أبي صفوان ، عن
عبد الله بن الحارث ،
[ ص: 303 ] أنه قال : (
حتى إذا استيأس الرسل ) ، من إيمان قومهم (
وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، وظن القوم أنهم قد كذبوهم فيما جاءوهم به .
20017 - حدثنا
الحسن بن محمد ، قال : حدثنا
عبد الوهاب ، عن
جويبر ، عن
الضحاك ، قال : ظن قومهم أن رسلهم قد كذبوهم فيما وعدوهم به .
20018 - حدثنا
القاسم ، قال : حدثنا
الحسين ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل ، عن
جحش بن زياد الضبي ، عن
تميم بن حذلم ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود يقول في هذه الآية
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ، قال : استيأس الرسل من إيمان قومهم أن يؤمنوا بهم ، وظن قومهم حين أبطأ الأمر أنهم قد كذبوا بالتخفيف .
20019 - حدثنا أبو
المثنى ، قال : حدثنا
محمد بن جعفر ، قال : حدثنا
شعبة ،
[ ص: 304 ] عن
أبي المعلى ، عن
سعيد بن جبير ، في قوله : (
حتى إذا استيأس الرسل ) ، قال : استيأس الرسل من نصر قومهم ، وظن قوم الرسل أن الرسل قد كذبوهم .
20020 - حدثنا
أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا
أبو أحمد ، قال : حدثنا
عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن
سعيد بن جبير : حتى إذا استيأس الرسل أن يصدقوهم ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم .
20021 - . . . . قال : حدثنا
أبو أحمد ، قال : حدثنا
إسرائيل ، عن
عطاء بن السائب ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس : حتى إذا استيأس الرسل أن يصدقهم قومهم ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم .
20022 - حدثت عن
الحسين بن الفرج ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : حدثنا
عبيد بن سليمان ، قال : سمعت
الضحاك في قوله : (
حتى إذا استيأس الرسل ) ، يقول : استيأسوا من قومهم أن يجيبوهم ، ويؤمنوا بهم
وظنوا يقول : وظن قوم الرسل أن الرسل قد كذبوهم الموعد .
قال
أبو جعفر : والقراءة على هذا التأويل الذي ذكرنا في قوله : ( كذبوا ) بضم الكاف وتخفيف الذال . وذلك أيضا قراءة بعض قرأة
أهل المدينة وعامة قرأة
أهل الكوفة .
وإنما اخترنا هذا التأويل وهذه القراءة؛ لأن ذلك عقيب قوله : (
وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم )
[ ص: 305 ] فكان ذلك دليلا على أن إياس الرسل كان من إيمان قومهم الذين أهلكوا ، وأن المضمر في قوله : (
وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، إنما هو من ذكر الذين من قبلهم من الأمم الهالكة ، وزاد ذلك وضوحا أيضا ، إتباع الله في سياق الخبر عن الرسل وأممهم قوله : (
فنجي من نشاء ) ، إذ الذين أهلكوا هم الذين ظنوا أن الرسل قد كذبتهم ، فكذبوهم ظنا منهم أنهم قد كذبوهم .
وقد ذهب قوم ممن قرأ هذه القراءة ، إلى غير التأويل الذي اخترنا ، ووجهوا معناه إلى : حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم ، وظنت الرسل أنهم قد كذبوا فيما وعدوا من النصر .
ذكر من قال ذلك :
20023 - حدثنا
الحسن بن محمد ، قال : حدثنا
عثمان بن عمر ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، قال : قرأ
ابن عباس : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قال : كانوا بشرا ضعفوا ويئسوا .
20024 - . . . . قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، عن
ابن عباس ، قرأ : (
وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، خفيفة ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : أقول كما يقول : أخلفوا . قال عبد الله : قال لي
ابن عباس : كانوا بشرا . وتلا
ابن عباس : (
حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) [ سورة البقرة : 214 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة : ذهب بها إلى أنهم ضعفوا فظنوا أنهم أخلفوا .
20025 - حدثنا
ابن بشار ، قال : حدثنا
مؤمل ، قال : حدثنا
سفيان ، عن
الأعمش ، عن
أبي الضحى ، عن
مسروق ، عن
عبد الله ، أنه قرأ : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ،
[ ص: 306 ] مخففة . قال
عبد الله : هو الذي تكره .
20026 - . . . . قال : حدثنا
أبو عامر ، قال : حدثنا
سفيان ، عن
سليمان ، عن
أبي الضحى ، عن
مسروق ، أن رجلا سأل
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قال : هو الذي تكره ، مخففة .
20027 - . . . . قال : حدثنا
محمد بن جعفر ، قال : حدثنا
شعبة ، عن
أبي بشر ، عن
سعيد بن جبير ، أنه قال في هذه الآية : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قلت : "كذبوا "! قال : نعم ألم يكونوا بشرا؟
20028 - حدثنا
الحارث ، قال : حدثنا
عبد العزيز ، قال : حدثنا
إسرائيل ، عن
سماك ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قال : كانوا بشرا ، قد ظنوا .
قال
أبو جعفر : وهذا تأويل وقول ، غيره من التأويل أولى عندي بالصواب ، وخلافه من القول أشبه بصفات الأنبياء والرسل إن جاز أن يرتابوا بوعد الله إياهم ويشكوا في حقيقة خبره ، مع معاينتهم من حجج الله وأدلته ما لا يعاينه المرسل إليهم فيعذروا في ذلك ، فإن المرسل إليهم لأولى في ذلك منهم بالعذر . وذلك قول إن قاله قائل لا يخفى أمره .
وقد ذكر هذا التأويل الذي ذكرناه أخيرا عن
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة ، فأنكرته أشد النكرة فيما ذكر لنا .
ذكر الرواية بذلك عنها ، رضوان الله عليها :
20029 - حدثنا
الحسن بن محمد ، قال : حدثنا
عثمان بن عمر ، قال : حدثنا
[ ص: 307 ] nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، قال : قرأ
ابن عباس : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، فقال : كانوا بشرا ، ضعفوا ويئسوا قال
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة : فذكرت ذلك
لعروة ، فقال : قالت
عائشة : معاذ الله! ما حدث الله رسوله شيئا قط إلا علم أنه سيكون قبل أن يموت ، ولكن لم يزل البلاء بالرسل حتى ظن الأنبياء أن من تبعهم قد كذبوهم . فكانت تقرؤها : "قد كذبوا" تثقلها .
20030 - . . . . قال : حدثنا
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، أن
ابن عباس قرأ : (
وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، خفيفة ، قال
عبد الله : ثم قال لي
ابن عباس : كانوا بشرا وتلا
ابن عباس : (
حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) ا [ سورة البقرة : 214 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة : يذهب بها إلى أنهم ضعفوا ، فظنوا أنهم أخلفوا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة : وأخبرني
عروة عن
عائشة ، أنها خالفت ذلك وأبته ، وقالت : ما وعد الله
محمدا صلى الله عليه وسلم من شيء إلا وقد علم أنه سيكون حتى مات ، ولكنه لم يزل البلاء بالرسل حتى ظنوا أن من معهم من المؤمنين قد كذبوهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة في حديث
عروة : كانت
عائشة تقرؤها : "وظنوا أنهم قد كذبوا" مثقلة ، للتكذيب .
20031 - . . . . قال : حدثنا
سليمان بن داود الهاشمي ، قال : حدثنا
إبراهيم بن سعد ، قال : حدثني
صالح بن كيسان ، عن
ابن شهاب ، عن
عروة ،
[ ص: 308 ] عن
عائشة قال : قلت لها : قوله : (
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قال : قالت
عائشة : لقد استيقنوا أنهم قد كذبوا . قلت : "كذبوا" . قالت : معاذ الله ، لم تكن الرسل تظن بربها ، إنما هم أتباع الرسل ، لما استأخر عنهم الوحي ، واشتد عليهم البلاء ، ظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم (
جاءهم نصرنا ) .
20032 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
الزهري ، عن
عروة ، عن
عائشة ، قالت : حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم أن يصدقوهم ، وظنت الرسل أن من قد آمن من قومهم قد كذبوهم ، جاءهم نصر الله عند ذلك .
قال
أبو جعفر : فهذا ما روي في ذلك عن
عائشة ، غير أنها كانت تقرأ : "كذبوا" ، بالتشديد وضم الكاف ، بمعنى ما ذكرنا عنها من أن الرسل ظنت بأتباعها الذين قد آمنوا بهم ، أنهم قد كذبوهم ، فارتدوا عن دينهم ، استبطاء منهم للنصر .
وقد بينا أن الذي نختار من القراءة في ذلك والتأويل غيره في هذا الحرف خاصة .
وقال آخرون ممن قرأ قوله : "كذبوا" بضم الكاف وتشديد الذال : معنى ذلك : حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يؤمنوا بهم ويصدقوهم ، وظنت الرسل ، بمعنى : واستيقنت أنهم قد كذبهم أممهم ، جاءت الرسل نصرتنا . وقالوا :
[ ص: 309 ] "الظن" في هذا بمعنى العلم ، من قول الشاعر :
فظنوا بألفي فارس متلبب سراتهم في الفارسي المسرد
ذكر من قال ذلك :
20033 - حدثنا
بشر ، قال : حدثنا
يزيد ، قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة ، عن
الحسن وهو قول
قتادة : حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم ، وظنوا أنهم قد كذبوا ، أي استيقنوا أنه لا خير عند قومهم ، ولا إيمان (
جاءهم نصرنا ) .
20034 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة : (
حتى إذا استيأس الرسل ) ، قال : من قومهم (
وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قال : وعلموا أنهم قد كذبوا (
جاءهم نصرنا ) .
قال
أبو جعفر : وبهذه القراءة كانت تقرأ عامة قرأة
المدينة والبصرة والشأم ، أعني بتشديد الذال من "كذبوا" وضم كافها .
وهذا التأويل الذي ذهب إليه
الحسن وقتادة في ذلك ، إذا قرئ بتشديد الذال وضم الكاف ، خلاف لما ذكرنا من أقوال جميع من حكينا قوله من
الصحابة لأنه لم يوجه "الظن" في هذا الموضع منهم أحد إلى معنى العلم واليقين ، مع أن "الظن" إنما استعمله العرب في موضع العلم فيما كان من علم أدرك من جهة الخبر أو من غير وجه المشاهدة والمعاينة . فأما ما كان من علم أدرك من وجه المشاهدة والمعاينة ، فإنها لا تستعمل فيه "الظن" لا تكاد تقول : "أظنني حيا ، وأظنني إنسانا" بمعنى : أعلمني إنسانا ، وأعلمني حيا . والرسل الذين كذبتهم أممهم ، لا شك أنها كانت لأممها شاهدة ، ولتكذيبها إياها منها سامعة ، فيقال فيها : ظنت بأممها أنها كذبتها .
وروي عن
مجاهد في ذلك قول هو خلاف جميع ما ذكرنا من أقوال الماضين الذين سمينا أسماءهم وذكرنا أقوالهم ، وتأويل خلاف تأويلهم ، وقراءة غير قراءة
[ ص: 310 ] جميعهم ، وهو أنه ، فيما ذكر عنه ، كان يقرأ : " وظنوا أنهم قد كذبوا" بفتح الكاف والذال وتخفيف الذال .
ذكر الرواية عنه بذلك :
20035 - حدثني
أحمد بن يوسف ، قال : حدثنا
أبو عبيد ، قال : حدثنا
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، أنه قرأها : "كذبوا" بفتح الكاف بالتخفيف .
وكان يتأوله كما : -
20036 - حدثنا
القاسم ، قال : حدثنا
الحسين ، قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد : استيأس الرسل أن يعذب قومهم ، وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا (
جاءهم نصرنا ) ، قال : جاء الرسل نصرنا . قال
مجاهد : قال في "المؤمن" (
فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم ) ، قال : قولهم : "نحن أعلم منهم ولن نعذب" . وقوله : (
وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) ، [ سورة غافر : 83 ] ، قال : حاق بهم ما جاءت به رسلهم من الحق .
قال
أبو جعفر : وهذه قراءة لا أستجيز القراءة بها ، لإجماع الحجة من قرأة الأمصار على خلافها . ولو جازت القراءة بذلك لاحتمل وجها من التأويل ، وهو أحسن مما تأوله
مجاهد ، وهو : حتى إذا استيأس الرسل من عذاب الله قومها المكذبة بها ، وظنت الرسل أن قومها قد كذبوا وافتروا على الله بكفرهم بها ، ويكون "الظن" موجها حينئذ إلى معنى العلم ، على ما تأوله
الحسن وقتادة .
وأما قوله : (
فنجي من نشاء ) فإن القرأة اختلفت في قراءته .
فقرأه عامة قرأة
أهل المدينة ومكة والعراق : "فننجي من نشاء" مخففة بنونين ،
[ ص: 311 ] بمعنى : فننجي نحن من نشاء من رسلنا والمؤمنين بنا ، دون الكافرين الذين كذبوا رسلنا ، إذا جاء الرسل نصرنا .
واعتل الذين قرءوا ذلك كذلك ، أنه إنما كتب في المصحف بنون واحدة ، وحكمه أن يكون بنونين؛ لأن إحدى النونين حرف من أصل الكلمة ، من : "أنجى ينجي" والأخرى "النون" التي تأتي لمعنى الدلالة على الاستقبال ، من فعل جماعة مخبرة عن أنفسها؛ لأنهما حرفان - أعني النونين - من جنس واحد يخفى الثاني منهما عن الإظهار في الكلام ، فحذفت من الخط ، واجتزئ بالمثبتة من المحذوفة ، كما يفعل ذلك في الحرفين اللذين يدغم أحدهما في صاحبه .
وقرأ ذلك بعض
الكوفيين على هذا المعنى ، غير أنه أدغم النون الثانية وشدد الجيم .
وقرأه آخر منهم بتشديد الجيم ونصب الياء ، على معنى فعل ذلك به ، من : "نجيته أنجيه" .
وقرأ ذلك بعض
المكيين : "فنجا من نشاء" بفتح النون والتخفيف ، من : "نجا ينجو" .
قال
أبو جعفر : والصواب من القراءة في ذلك عندنا ، قراءة من قرأه : "فننجي من نشاء" بنونين؛ لأن ذلك هو القراءة التي عليها القرأة في الأمصار ، وما خالفه ممن قرأ ذلك ببعض الوجوه التي ذكرناها ، فمنفرد بقراءته عما عليه الحجة مجمعة من القرأة . وغير جائز خلاف ما كان مستفيضا بالقراءة في قرأة الأمصار .
[ ص: 312 ]
قال
أبو جعفر : وتأويل الكلام : فننجي الرسل ومن نشاء من عبادنا المؤمنين إذا جاء نصرنا ، كما : -
20037 - حدثني
محمد بن سعد ، قال : حدثني أبي ، قال حدثني عمي : قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس : "فننجي من نشاء" فننجي الرسل ومن نشاء (
ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ) ، وذلك أن الله تبارك وتعالى بعث الرسل ، فدعوا قومهم ، وأخبروهم أنه من أطاع نجا ، ومن عصاه عذب وغوى .
وقوله : (
ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ) ، يقول : ولا ترد عقوبتنا وبطشنا بمن بطشنا به من أهل الكفر بنا وعن القوم الذين أجرموا ، فكفروا بالله ، وخالفوا رسله وما أتوهم به من عنده .