صفحة جزء
[ ص: 428 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ( 25 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره وأما الذين ينقضون عهد الله ، ونقضهم ذلك ، خلافهم أمر الله ، وعملهم بمعصيته ( من بعد ميثاقه ) ، يقول : من بعد ما وثقوا على أنفسهم لله أن يعملوا بما عهد إليهم ( ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ) ، يقول : ويقطعون الرحم التي أمرهم الله بوصلها ( ويفسدون في الأرض ) ، فسادهم فيها : عملهم بمعاصي الله ( أولئك لهم اللعنة ) ، يقول : فهؤلاء لهم اللعنة ، وهي البعد من رحمته ، والإقصاء من جنانه ( ولهم سوء الدار ) يقول : ولهم ما يسوءهم في الدار الآخرة .

20349 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قال : أكبر الكبائر الإشراك بالله؛ لأن الله يقول : ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير ) [ سورة الحج : 31 ] ، ونقض العهد ، وقطيعة الرحم؛ لأن الله تعالى يقول : ( أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) ، يعني : سوء العاقبة .

20350 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج قال : [ ص: 429 ] قال ابن جريج ، في قوله : ( ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ) ، قال : بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا لم تمش إلى ذي رحمك برجلك ولم تعطه من مالك فقد قطعته" .

20351 - حدثني محمد بن المثنى قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن مصعب بن سعد قال : سألت أبي عن هذه الآية : ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ) [ سورة الكهف : 103 ، 104 ] ، أهم الحرورية؟ قال : لا ولكن الحرورية ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) ، فكان سعد يسميهم الفاسقين .

20352 - حدثنا ابن المثنى قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة قال : سمعت مصعب بن سعد قال : كنت أمسك على سعد المصحف ، فأتى على هذه الآية ، ثم ذكر نحو حديث محمد بن جعفر .

التالي السابق


الخدمات العلمية