القول في تأويل قوله عز ذكره : (
ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ( 5 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ولقد أرسلنا
موسى بأدلتنا وحججنا من قبلك يا
محمد ، كما أرسلناك إلى قومك بمثلها من الأدلة والحجج ، كما :
20561 - حدثنا
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ح وحدثني
الحارث قال : حدثنا
الحسن الأشيب ، قال : حدثنا
ورقاء ، عن
أبي نجيح ، عن
مجاهد ح وحدثنا
الحسن بن محمد قال :
[ ص: 518 ] حدثنا
شبابة قال : حدثنا
ورقاء ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، في قول الله : (
ولقد أرسلنا موسى بآياتنا ) قال : بالبينات .
20562 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
ولقد أرسلنا موسى بآياتنا ) قال : التسع الآيات ، الطوفان وما معه .
20563 - حدثني
المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد : (
أرسلنا موسى بآياتنا ) قال : التسع البينات .
20564 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، مثله .
وقوله : (
أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور ) ، كما أنزلنا إليك ، يا
محمد ، هذا الكتاب لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم . ويعني بقوله : (
أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور ) ، أن ادعهم ، من الضلالة إلى الهدى ، ومن الكفر إلى الإيمان ، كما : -
20565 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله : (
ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور ) يقول : من الضلالة إلى الهدى .
20566 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
هشام ، عن
عمرو ، عن
سعيد ، عن
قتادة ، مثله .
[ ص: 519 ] وقوله :
( وذكرهم بأيام الله ) يقول عز وجل : وعظهم بما سلف من نعمي عليهم في الأيام التي خلت فاجتزئ بذكر "الأيام" من ذكر النعم التي عناها؛ لأنها أيام كانت معلومة عندهم ، أنعم الله عليهم فيها نعما جليلة ، أنقذهم فيها من
آل فرعون بعد ما كانوا فيما كانوا [ فيه ] من العذاب المهين ، وغرق عدوهم
فرعون وقومه ، وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم .
وكان بعض أهل العربية يقول : معناه : خوفهم بما نزل
بعاد وثمود وأشباههم من العذاب ، وبالعفو عن الآخرين . قال : وهو في المعنى كقولك : "خذهم بالشدة واللين" .
وقال آخرون منهم : قد وجدنا لتسمية النعم بالأيام شاهدا في كلامهم . ثم استشهد لذلك بقول
عمرو بن كلثوم : وأيام لنا غر طوال عصينا الملك فيها أن ندينا
وقال : فقد يكون إنما جعلها غرا طوالا لإنعامهم على الناس فيها . وقال : فهذا شاهد لمن قال : (
وذكرهم بأيام الله ) بنعم الله . ثم قال : وقد يكون تسميتها غرا ، لعلوهم على الملك وامتناعهم منه ، فأيامهم غر لهم ، وطوال على أعدائهم .
[ ص: 520 ] قال
أبو جعفر : وليس للذي قال هذا القول ، من أن في هذا البيت دليلا على أن "الأيام" معناها النعم ، وجه . لأن
عمرو بن كلثوم إنما وصف ما وصف من الأيام بأنها "غر" لعز عشيرته فيها ، وامتناعهم على الملك من الإذعان له بالطاعة ، وذلك كقول الناس : "ما كان لفلان قط يوم أبيض" يعنون بذلك أنه لم يكن له يوم مذكور بخير . وأما وصفه إياها بالطول ، فإنها لا توصف بالطول إلا في حال شدة ، كما قال النابغة :
كليني لهم يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب
فإنما وصفها
عمرو بالطول ، لشدة مكروهها على أعداء قومه . ولا وجه لذلك غير ما قلت .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
20567 - حدثني
يحيى بن طلحة اليربوعي قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14919فضيل بن عياض ، عن
ليث ، عن
مجاهد : (
وذكرهم بأيام الله ) ، قال : بأنعم الله .
20568 - حدثني
إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال : حدثنا
يحيى بن يمان ، عن
سفيان ، عن
عبيد المكتب ، عن
مجاهد : (
وذكرهم بأيام الله ) ، قال : بنعم الله .
20569 - حدثنا
أحمد بن إسحاق قال : حدثنا
أبو أحمد قال : حدثنا
[ ص: 521 ] سفيان ، عن
عبيد المكتب ، عن
مجاهد ، مثله .
20570 - حدثنا
أحمد قال : حدثنا
أبو أحمد قال : حدثنا
عبثر ، عن
حصين ، عن
مجاهد ، مثله .
20571 - حدثني
محمد بن عمرو قال : حدثنا
أبو عاصم قال : حدثنا
عيسى ح وحدثني
الحارث قال : حدثنا
الحسين قال : حدثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
بأيام الله ) قال : بنعم الله .
20572 - حدثنا
الحسن بن محمد قال : حدثنا
شبابة قال : حدثنا
ورقاء ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، مثله .
20573 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، مثله .
20574 - حدثني
المثنى قال : أخبرنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
وذكرهم بأيام الله ) قال : بالنعم التي أنعم بها عليهم ، أنجاهم من
آل فرعون ، وفلق لهم البحر ، وظلل عليهم الغمام ، وأنزل عليهم المن والسلوى .
20575 - حدثنا
أحمد قال : حدثنا
أبو أحمد قال : حدثنا
حبيب بن حسان ، عن
سعيد بن جبير : (
وذكرهم بأيام الله ) قال : بنعم الله .
20576 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة : (
وذكرهم بأيام الله ) يقول : ذكرهم بنعم الله عليهم .
20577 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا
محمد بن ثور ، عن
[ ص: 522 ] معمر ، عن
قتادة : (
وذكرهم بأيام الله ) قال : بنعم الله .
20578 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قول الله : (
وذكرهم بأيام الله ) قال : أيامه التي انتقم فيها من أهل معاصيه من الأمم خوفهم بها ، وحذرهم إياها ، وذكرهم أن يصيبهم ما أصاب الذين من قبلهم .
20579 - حدثني
المثنى قال : حدثنا الحماني قال : حدثنا
محمد بن أبان ، عن
أبي إسحاق ، عن سعد بن جبير ، عن
ابن عباس .
nindex.php?page=hadith&LINKID=810698عن أبي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( وذكرهم بأيام الله ) ، قال : نعم الله . [ ص: 523 ] 20580 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، عن
الثوري ، عن
عبيد الله أو غيره ، عن
مجاهد : (
وذكرهم بأيام الله ) قال : بنعم الله .
(
إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) ، يقول : إن في الأيام التي سلفت بنعمي عليهم يعني على
قوم موسى ( لآيات ) ، يعني : لعبرا ومواعظ (
لكل صبار شكور ) ، : يقول : لكل ذي صبر على طاعة الله ، وشكر له على ما أنعم عليه من نعمه .
20581 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
هشام ، عن
عمرو ، عن
سعيد ، عن
قتادة ، في قول الله عز وجل : (
إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) قال : نعم العبد عبد إذا ابتلي صبر ، وإذا أعطي شكر .