[ ص: 538 ] القول في
تأويل قوله عز ذكره : ( قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ( 11 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قالت للأمم التي أتتهم الرسل رسلهم : (
إن نحن إلا بشر مثلكم ) ، صدقتم في قولكم ، إن أنتم إلا بشر مثلنا ، فما نحن إلا بشر من بني آدم ، إنس مثلكم (
ولكن الله يمن على من يشاء من عباده ) ، يقول : ولكن الله يتفضل على من يشاء من خلقه ، فيهديه ويوفقه للحق ، ويفضله على كثير من خلقه (
وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان ) ، يقول : وما كان لنا أن نأتيكم بحجة وبرهان على ما ندعوكم إليه ( إلا بإذن الله ) ، يقول : إلا بأمر الله لنا بذلك (
وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) ، يقول : وبالله فليثق به من آمن به وأطاعه ، فإنا به نثق ، وعليه نتوكل .
20610 م - حدثنا
القاسم ، قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، قوله : (
فأتونا بسلطان مبين ) ، قال : "السلطان المبين" البرهان والبينة . وقوله : (
ما لم ينزل به سلطانا ) [ سورة آل عمران : 151 سورة الأعراف : 7 سورة الحج : 71 ] ، قال : بينة وبرهانا .