القول في
تأويل قوله تعالى : ( وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار ( 33 ) )
يقول تعالى ذكره (
الله الذي خلق السماوات والأرض ) وفعل الأفعال التي وصف (
وسخر لكم الشمس والقمر ) يتعاقبان عليكم أيها الناس بالليل والنهار ، لصلاح أنفسكم ومعاشكم ( دائبين ) في اختلافهما عليكم . وقيل : معناه : أنهما دائبان في طاعة الله .
[ ص: 14 ] حدثنا
خلف بن واصل ، عن رجل ، عن
مقاتل بن حيان ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، في قوله (
وسخر لكم الشمس والقمر دائبين ) قال : دءوبهما في طاعة الله .
وقوله : (
وسخر لكم الليل والنهار ) يختلفان عليكم باعتقاب ، إذا ذهب هذا جاء هذا بمنافعكم وصلاح أسبابكم ، فهذا لكم لتصرفكم فيه لمعاشكم ، وهذا لكم للسكن تسكنون فيه ، ورحمة منه بكم .