القول في تأويل قوله تعالى : (
وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون ( 28 )
فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ( 29 ) )
يقول تعالى ذكره لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم : ( و ) اذكر يا
محمد (
إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ) .
يقول :
[ ص: 101 ] فإذا صورته فعدلت صورته (
ونفخت فيه من روحي ) فصار بشرا حيا (
فقعوا له ساجدين ) سجود تحية وتكرمة لا سجود عبادة .
وقد حدثني
جعفر بن مكرم ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
شبيب بن بشر ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قال : لما خلق الله الملائكة قال : إني خالق بشرا من طين ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له ، فقالوا : لا نفعل . فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم ، وخلق ملائكة أخرى ، فقال : إني خالق بشرا من طين ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له ، فأبوا ، قال : فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم ، ثم خلق ملائكة أخرى ، فقال : إني خالق بشرا من طين ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له ، فأبوا ، فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم ، ثم خلق ملائكة ، فقال : إني خالق بشرا من طين ، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له ، فقالوا : سمعنا وأطعنا ، إلا إبليس كان من الكافرين الأولين .