[ ص: 112 ] القول في تأويل
قوله تعالى : ( ونبئهم عن ضيف إبراهيم ( 51 )
إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون ( 52 )
قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم ( 53 ) )
يقول تعالى ذكره لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم : وأخبر عبادي يا
محمد عن
ضيف إبراهيم : يعني الملائكة الذين دخلوا على إبراهيم خليل الرحمن حين أرسلهم ربهم إلى
قوم لوط ليهلكوهم (
فقالوا سلاما ) يقول : فقال الضيف
لإبراهيم : سلاما (
قال إنا منكم وجلون ) يقول : قال
إبراهيم : إنا منكم خائفون . وقد بينا وجه النصب في قوله ( سلاما ) وسبب وجل
إبراهيم من ضيفه ، واختلاف المختلفين ودللنا على الصحيح من القول فيه فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . وأما قوله (
قالوا سلاما ) وهو يعني به الضيف ، فجمع الخبر عنهم ، وهم في لفظ واحد ، فإن الضيف اسم للواحد والاثنين والجمع مثل الوزن والقطر والعدل ، فلذلك جمع خبره ، وهو لفظ واحد . وقوله : (
قالوا لا توجل ) يقول : قال الضيف
لإبراهيم : (
لا توجل ) لا تخف (
إنا نبشرك بغلام عليم ) .