القول في تأويل قوله تعالى : (
فلعنة الله على الكافرين ( 89 ) )
قال
أبو جعفر : قد دللنا فيما مضى على معنى اللعنة ، وعلى معنى "الكفر " ، بما فيه الكفاية .
فمعنى الآية : فخزي الله وإبعاده على الجاحدين ما قد عرفوا من الحق عليهم لله ولأنبيائه ، المنكرين لما قد ثبت عندهم صحته من نبوة
محمد صلى الله عليه وسلم ، ففي إخبار الله عز وجل عن
اليهود - بما أخبر الله عنهم بقوله : (
فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) - البيان الواضح أنهم تعمدوا الكفر
بمحمد صلى الله عليه وسلم ، بعد قيام الحجة بنبوته عليهم ، وقطع الله عذرهم بأنه رسوله إليهم .