[ ص: 478 ] القول في
تأويل قوله تعالى : ( وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ( 59 ) )
يقول تعالى ذكره : وقد سأل الآيات يا
محمد من قبل قومك
ثمود ، فآتيناها ما سألت ، وحملنا تلك الآية ناقة مبصرة ، جعل الإبصار للناقة . كما تقول للشجة : موضحة ، وهذه حجة مبينة . وإنما عنى بالمبصرة : المضيئة البينة التي من يراها كانوا أهل بصر بها ، أنها لله حجة ، كما قيل : (
والنهار مبصرا ) .
كما حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
وآتينا ثمود الناقة مبصرة ) : أي بينة .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى; وحدثني
الحرث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، في قول الله عز ذكره (
الناقة مبصرة ) قال : آية .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، مثله .
وقوله (
فظلموا بها ) يقول عز وجل : فكان بها ظلمهم ، وذلك أنهم قتلوها وعقروها ، فكان ظلمهم بعقرها وقتلها ، وقد قيل : معنى ذلك : فكفروا بها ، ولا وجه لذلك إلا أن يقول قائله أراد : فكفروا بالله بقتلها ، فيكون ذلك وجها .
وأما قوله (
وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) فإنه يقول : وما نرسل بالعبر والذكر إلا تخويفا للعباد .
كما حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله (
وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) وإن الله يخوف الناس بما شاء من آية لعلهم يعتبرون ، أو يذكرون ، أو يرجعون ، ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد
ابن مسعود ، فقال : يأيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثنا
نوح بن قيس ، عن
أبي رجاء ، عن
الحسن (
وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) قال : الموت الذريع .