القول في
تأويل قوله تعالى : ( ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ( 54 ) )
يقول عز ذكره : ولقد مثلنا في هذا القرآن للناس من كل مثل ، ووعظناهم فيه من كل عظة ، واحتججنا عليهم فيه بكل حجة ليتذكروا فينيبوا ، ويعتبروا فيتعظوا ، وينزجروا عما هم عليه مقيمون من الشرك بالله وعبادة الأوثان (
وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) يقول : وكان الإنسان أكثر شيء مراء وخصومة ، لا ينيب لحق ، ولا ينزجر لموعظة .
كما حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) قال : الجدل : الخصومة ، خصومة
[ ص: 49 ] القوم لأنبيائهم ، وردهم عليهم ما جاءوا به . وقرأ : (
ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ) وقرأ : (
يريد أن يتفضل عليكم ) . وقرأ : ( حتى توفى ) . . . الآية : (
ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس ) . . . الآية . وقرأ : (
ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ) قال : هم ليس أنت (
لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ) .