القول في
تأويل قوله تعالى : ( قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما ( 95 ) )
يقول تعالى ذكره : قال
ذو القرنين : الذي مكنني في عمل ما سألتموني من السد بينكم وبين هؤلاء القوم ربي ، ووطأه لي ، وقواني عليه ، خير من جعلكم ، والأجرة التي تعرضونها علي لبناء ذلك ، وأكثر وأطيب ، ولكن أعينوني منكم بقوة ، أعينوني بفعلة وصناع يحسنون البناء والعمل .
[ ص: 113 ]
كما حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد (
قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة ) قال : برجال (
أجعل بينكم وبينهم ردما ) وقال ما مكني ، فأدغم إحدى النونين في الأخرى ، وإنما هو ما مكنني فيه . وقوله : (
أجعل بينكم وبينهم ردما ) يقول : أجعل بينكم وبين
يأجوج ومأجوج ردما . والردم : حاجز الحائط والسد ، إلا أنه أمنع منه وأشد ، يقال منه : قد ردم فلان موضع كذا يردمه ردما ورداما ويقال أيضا : ردم ثوبه يردمه ، وهو ثوب مردم : إذا كان كثير الرقاع ، ومنه قول
عنترة :
هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، قوله (
أجعل بينكم وبينهم ردما ) قال : هو كأشد الحجاب .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=812406ذكر لنا أن رجلا قال : يا نبي الله قد رأيت سد يأجوج ومأجوج ، قال انعته لي قال : كأنه البرد المحبر ، طريقة سوداء ، وطريقة حمراء ، قال : قد رأيته " .