القول في
تأويل قوله تعالى : ( يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ( 7 ) )
يقول تعالى ذكره : فاستجاب له ربه ، فقال له : يا
زكريا إنا نبشرك بهبتنا لك غلاما اسمه
يحيى .
كان
قتادة يقول : إنما سماه الله يحيى لإحيائه إياه بالإيمان .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله (
يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى ) عبد أحياه الله للإيمان .
[ ص: 148 ]
وقوله (
لم نجعل له من قبل سميا ) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم معناه لم تلد مثله عاقر قط .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي ، قال : ثنا
عبد الله ، قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، قوله ليحيى (
لم نجعل له من قبل سميا ) يقول : لم تلد العواقر مثله ولدا قط .
وقال آخرون : بل معناه : لم نجعل له من قبله مثلا .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، قال : ثنا
أبو الربيع ، قال : ثنا
سالم بن قتيبة ، قال : أخبرنا
شعبة ، عن
الحكم ، عن
مجاهد ، في قوله (
لم نجعل له من قبل سميا ) قال : شبيها .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، في قوله (
لم نجعل له من قبل سميا ) قال : مثلا .
حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد ، مثله .
وقال آخرون : معنى ذلك ، أنه لم يسم باسمه أحد قبله .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله (
لم نجعل له من قبل سميا ) لم يسم به أحد قبله .
حدثنا
الحسن ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة في قوله (
لم نجعل له من قبل سميا ) قال : لم يسم يحيى أحد قبله .
- حدثنا
القاسم ، قال : ثنا
الحسين ، قال : ثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، مثله .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : ثنا
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله (
لم نجعل له من قبل سميا ) قال : لم يسم أحد قبله بهذا الاسم .
حدثنا
موسى ، قال : ثنا
عمرو ، قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي (
إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ) لم يسم أحد قبله يحيى .
[ ص: 149 ]
قال
أبو جعفر : وهذا القول أعني قول من قال : لم يكن
ليحيى قبل
يحيى أحد سمي باسمه أشبه بتأويل ذلك ، وإنما معنى الكلام : لم نجعل للغلام الذي نهب لك الذي اسمه
يحيى من قبله أحدا مسمى باسمه ، والسمي : فعيل صرف من مفعول إليه .